بعد القبض على صدّام حسين عجّلوا بقتله لتدفن معه كلّ الأسرار الخطيرة والمهمّة، وقد كان من المفروض أن يحاكم في عدّة قضايا ولكنّهم وعجّلوا بقتله لتدفن معه كلّ أسرار التلاعب والتآمر الإستخباراتي الغربي والأمريكي بالخصوص. وفي ما يخصّ أسامة بن لادن فقد تزامن التخلص منه مع قرار أوباما سحب قوّاته من أفغانستان وهذا التزامن ليس من محض الصدفة، فبعد اتخاذ هذا القرار لم تعد الحاجة لبعبع وفزّاعة بن لادن من أجل تبرير التواجد والحرب في أفغانستان، وكالعادة الولاياتالمتحدة الأمريكيّة والنّظام الدّولي الغربي يتخلص من كلّ عميل ويرميه رمي الكلاب ولا يعير اهتماما له بعد انتفاء الحاجة له وانتهاء صلاحياته وقد فعلوها مع أكبر عميل لهم شاه إيران قبل القادة العرب ولكن هل من معتبر. أمّا بالنسبة لمبارك أكبر عميل لهم وللصهاينة فقد تخلوا عنه، وراهنوا على الجيش من بعده، ولكن والحمد لله تحت الضّغط الشّعبي والاصرار الشّبابي لم يتمكّنوا من تنفيذ برامجهم في تسليم السّلطة في مصر لأطراف موالية لهم وللكيان الصهيوني، وقد تزامن الإعلان عن دخول حسني مبارك في موت سريري بل أجزم أنّهم أدخلوه في موت سريري مع التصريح بالنتائج التي جرت بما لا تشتهيه أمريكا وإسرائيل وعملائهم في مصر. أما في ما يخصّ رئيس الاستخبارات المصريّة عمر سليمان يمكن اعتباره صندوقا أسود لكل التآمر الصهيو/أمريكي وبالطبع يجب أن لا يبقى هذا الصندوق في متناول من هبّ ودبّ ومن الضرورات الاستخباراتيّة التخلص منه وإتلافه وتدميره، وقد ذهب إليهم بقدميه وكم كان ضبعا ومغفّلا فقد كانوا ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض عليه وقد سلم نفسه لهم على طبق من ذهب ليتخلصوا منه بعد أن زارهم من أجل العلاج فعالجوه معالجة نهائية لا يستحق بعدها تطبيب أو علاج. وبالطبع هناك عدّة تساؤلات عن ملابسات قتل القذافي ولكن حتى وإن نجا من الثوار فمصيره سيكون مثل مصير صدّام وقد قالها بنفسه في أحد اجتماعات الجامعة العربيّة فلا شكّ في أنّهم كانوا سيسارعون بإعدامه لتدفن أسرار التآمر الغربي معه مثل ما فعلوا مع من سبقه ومن بعده لتحجب تفاصيل الأدوار القذرة التي لعبها معهم طيلة فترة حكمه. أمّا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فقد ضمنوا له مكانا آمنا عند خدّامهم في الخليج ولا شكّ أنّهم أجبروه على الصّمت وأنذروه وهدّدوه بالتصفية إن تكلم ولهذه الأسباب هو لم يتكلم إلى الآن ولن يتكلم مستقبلا وإن تكلم فلن يرحموه وستكون نهايته مثل نهاية من سبقوه من العملاء الذين باعوا شعوبهم وأوطانهم وهذا مصير كلّ وغد وخائن راهن على الغرب المتربّص بنا وبأوطاننا منذ قرون. وآخر الدّاخلين في موت سريري عندنا في تونس بسجن المرناقيّة قرب العاصمة وزير الداخلية الأسبق عبد الله القلال الذي نفذ جريمة سحق الحركة الإسلامية في بداية التسعينات بتعليمات صهيو/أمريكية بالطبع، فقد اتخذ النّظام الدّولي الجديد وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الأمريكيّة الإسلام السياسي عدوّا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1989 وأدخلنا تحت سيطرة القطب الواحد الذي تسبّب في كثير من الدّمار في عالمنا العربي والإسلامي وسحق شعوبا ودولا طيلة العقدين المنصرمين.