شرع المجلس التأسيسي عشية أمس في مناقشة مشروع التوطئة العامة للدستور الذي أعدته لجنة التوطئة والمبادئ العامة وتمت صياغته النهائية بعد 55 جلسة و2500 مداخلة تخللتها 5 جلسات استماع لخبراء في القانون الدستوري وخصت 5 أخرى للاستماع الى مساهمين في كتابة دستور 1959. وتضمن مقترح تقرير لجنة التوطئة والمبادئ العامة جزأين، جزء اول يتكون من 164 كلمة ونص المبادئ العامة التي احتوت على 17 فصلا. وخلال النقاش العام اعتبر عبد الرؤوف العيادي رئيس كتلة الوفاء للثورة أن اثارة موضوع التطبيع مع اسرائيل أمر ضروري وجب تضمينه كمبدأ أساسي في التوطئة والمبادئ العامة باعتباره خيارا استراتيجيا. وتفاعلا مع هذا الطرح بين سليم بن حميدان عن كتلة المؤتمر من أجل الجمهورية أن حزبه "يعتبر بدوره أن الصهيونية والاستبداد وجهان لعملة واحدة"، لذلك فان مسألة تضمين تجريم التطبيع أمرا وجب أخذه بعين الاعتبار في التوطئة والمبادئ العامة. من ناحيته لاحظ المولدي الرياحي رئيس كتلة التكتل أن لا موجب للتنصيص عن تجريم التطبيع في الدستور أو التوطئة وهي مسألة تشملها القوانين لا الدستور، حسب رايه. وأشار الى أنه "من الاساسي التنصيص على القيم الانسانية ومبادئ حقوق الانسان في كونيتها في أسس البناء داخل التوطئة"، مؤكدا على ضرورة التنصيص على مدنية الدولة في الفصل الأول من المبادئ العامة للدستور. وطالب الرياحي بتضمين مبدأ " الدولة هي الضامنة لحياد دور العبادة على التوظيف السياسي"حتى نضمن عدم استغلالها او توظيفها لفائدة فيئة أو حزب. وذكر عامر العريض عن كتلة حركة النهضة أن المفهوم العام للدستور"عليه ان يدور حول مفهوم رئيسي وهو المواطنة، بما هي المساواة في الحقوق والواجبات بقطع النظر عن الانتماء وذلك بهدف تقديم رسالة لشعب مفادها أنه" مثلما يتسع الوطن للجميع فيتسع الدستور للجميع." من جانبه اهتم حبيب خضر في مداخلته بمكونات الفصل الثاني، واقترح اختزال شعار الجمهورية من أربع عبارات وهي "حرية كرامة عدالة نظام"، في كلمة واحدة وهي"الكرامة"، وبين أنه يتلخص فيها الحرية والمساواة والعدالة وقال إن بقية العبارات هي"عبارات جامعة". أما النشيد الوطني فأوضح أن"لا حاجة الى التنصيص في الدستور على عنوان النشيد الوطني". وقال"نص النشيد الوطني له صيغتان صيغة يقرؤها عامة الشعب وصيغة يتم القاءها بالمكبرات الصوتية." ولذلك اقترح أن يقع التنصيص على أن "النشيد الرسمي يضبط بقانون." بدوره أكد كريم كريفة عن حزب المبادرة أنه كان يحبذ أن لا تكون التوطئة طويلة وتقتصر على المبادئ الاساسية وربطها بالمواثيق الدولية والمبادئ الأساسية، وقال إنه يرجح "الابقاء على الشعار على ما هو عليه دون ادراج اي تغيير لا باضافة عبارة جديدة لا باختزاله."