يوم العيد، كان مشاهدو برنامج "عندي ما نقولك" على قناة "التونسية" على موعد مع قصة مؤثرة لفتاة تبحث عن أمها البيولوجية بعد أن أرهقتها ضغوط المجتمع الذي يحاسبها على ذنب لم تقترفه. الملفت للانتباه كانت الشخصية القوية للفتاة وتوليها إدارة الحوار مع والدتها في وقت لم يعمد فيه مقدم البرنامج علاء الشابي إلى التدخل بين الأم وابنتها إلا بعد أن تمكنت الابنة من «اقتلاع» اعتراف والدتها بأنها أمها. حنان تبلغ من العمر 18 عاما تعيش في تالة مع والدتها صالحة بالتبني، عندما بلغت من العمر 15 سنة اكتشفت أنها متبناة وحسبما روته حنان للبرنامج فإنّ والدها توفي عندما بلغت من العمر 12 عاما، بدأت بعدها التلميحات من الأقارب بأنها متبناة وصل الأمر بهم كما تقول إلى معايرتها بحقيقة نسبها، إلى أن اعترفت لها أمها بالتبني أنّ هذا الكلام حقيقي وأنها ليست أمها البيولوجية وأنها ربتها. بعدها أخبرتها والدتها بالتبني انها وجدت مضمونها الذي يحمل اسمها واسم والدتها الحقيقية. تمكنت بعد ذلك عن طريق أقربائها من معرفة عنوان والدتها نعيمة. الملفت للانتباه كانت الطريقة التي تعاملت بها الابنة مع الموضوع، وقد أدى إصرارها وتمسكها بموقفها إلى اعتراف الأم بها. فبالرغم من أن نعيمة تمسكت في البداية بموقفها مؤكدة أنها لا علاقة لها بها وأنها أم لفتى وفتاة فقط. وقد استمر انكارها مقابل إصرار الفتاة نحو 15 دقيقة، وواصلت الابنة إصرارها وأسئلتها التي توجهها لوالدتها مستنكرة «مِمَ تخافين؟» حتى انفجرت نعيمة بالبكاء وأخبرتها أنها تنكر ذلك لأنها خائفة من زوجها ثم بدأت تروي مأساتها هي الأخرى فقد كان عمرها نحو 17 عاما أو أقل عندما اعتدي عليها، وقد كان والد الفتاة الحقيقي صاحب نفوذ مكنه من التصدي لكل الشكاوى التي تقدمت بها. أمام المشاهدين التقت حنان بوالدتها بعد أكثر من 17 عاما، مشهد قد يطرح المستوى الذي بلغه «تلفزيون الواقع» في تونس، ودوره في تقريب الأشخاص وحل مشاكلهم الاجتماعية مثل هذه البرامج كانت محل انتقاد لدى الكثيرين إلا أنها تحولت في غضون العقدين الأخيرين إلى موضة البرامج التلفزيونية في العالم وها هي تكمل مشوارها الذي بدأته في تونس منذ بضعة سنوات.