سأدخل مباشرة في صلب الموضوع بلا توطئة أو مقدمات، متوجّها بالقول إلى وزارة الشباب والرياضة لأسألها بلوعة وحرقة: أليست الرياضة التونسية أمانة في «عنقك» حتى لو مضينا في إكسائها جلباب الإحتراف «المزيّف»؟ ! أليست السعيدية الرياضية قلعة من القلاع التي لا يغتفر الإضطلاع بدور المتفرج على اضمحلالها واندثارها؟ ! إذن لماذا تأخرت الوزارة في معالجة أزمة السعيدية رغم استفحالها وبلوغها درجة «التعفن»؟ ! لماذا لم تسارع بوضع «الفرقاء» الذين أوقدوا بخلافاتهم فتيل الأزمة وجها لوجه حول مائدة الصراحة والشفافية، طالما أن «القضية» لم تعد مجرّد شأن داخلي، بل أصبحت بالنسبة للسعيدية مسألة حياة أو موت؟ !. ألا يعتبر اضطرار جامعة الكرة الطائرة إلى حذف السعيدية الرياضية من البطولة دليلا قاطعا على استحالة الخروج من النفق المظلم الذي تردى فيه هذا الصرح الرياضي الكبير؟ ! ** لذا والحالة تلك وتبعا لكل ما تقدم فإننا لا نتردد في التأكيد على أن العجز على إنقاذ السعيدية من الذوبان والفناء، لا يمكن وضعه إلا على كاهل التقصير، لأنه مهما تشعبت الأمور واستعصت الحلول، فمن غير المعقول أن تؤدي الأزمات إلى الاضمحلال والموت ! ولأن الأمر كذلك، فالأفضل أن تسارع الوزارة بترجمة عجزها على إعادة الحياة لهذا الصرح بإعلان الحداد، فذاك أضعف الإيمان، طالما أن موت السعيدية يعتبر مصيبة تهز كيان المنظومة الرياضية بأكملها ! أليس كذلك؟