لم ترتق خدمات فرع االصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بجبنيانة المطل على الشارع الرئيسي للمدينة والمستغل لعقار بلدي (فيلا لا تتعدى مساحتها المغطاة 100 متر مربع على وجه الكراء) الى مستوى الامال والطموحات بسبب سياسة التهميش. فهو يشكو نقصا فادحا في مكاتبه ويفتقد الى قاعة انتظار مما يجعل ظروف العمل داخله صعبة تقلق موظفيه ورواده وتتطلب منهم مزيدا من التضحية. ان الاسراع باحداث مقر جديد يتماشى وحجم هذه المؤسسة الاجتماعية أمر أكيد ومطلب يرنو المنخرطون الى تحقيقه في اطار توفير ظروف عمل مريحة خاصة في ظل توفر المدينة على جملة من الفضاءات المتروكة التي تسيء للمدينة امام زوارها على غرار مقر التجمع المنحل والبناية التي تقع بينه وبين عمارة السنيت وادارة الفلاحة والتي الى جانب إساءتها للمظهر الجمالي للمدينة أصبحت وكرا للفساد ومصدرا لازعاج المتساكنين. فلماذا لا يقع اعادة تهيئة هذه الفضاءات واستغلالها في ما يفيد المصلحة العامة وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد. وهل يتوفق الصندوق في اقتناء احدى هذه الفضاءات؟ ولماذا لا تصر البلدية على عدم التفويت في عقارها لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حتى يتمكن من اعادة تهيئته خاصة ان مساحته الجملية تبلغ 400 متر مربع وتستجيب للهدف. هذا وما زال الفرع عاجزا عن اداء جملة من الخدمات الهامة من قبيل الاستخلاص والنزاعات والشؤون القانونية والمراقبة والمحاسبة مما يعمق معاناة المنخرطين الذين يجبرون على التحول الى مكتب ساقية الزيت بصفاقس للقيام بها متحملين في ذلك عناء الطريق ومخاطره وضياع الوقت الذي لا يقدر بثمن فضلا عن مصاريف هم في غنى عنها. وفي هذا السياق نذكر ان المنخرط الذي يجبر على جدولة ديونه يتاكد عليه التحول الى ادارة ساقية الزيت في نهاية كل شهر. فهل بهذه الطريقة نحقق مبدأ تقريب الخدمات من المواطن؟ ان الواجب الوطني يفرض تطوير الخدمات وتوسيعها تحقيقا للأهداف والطموحات. والملفت للانتباه ان فرع جبنيانة لم يواكب تطور عدد منخرطيه من معتمديتي جبنيانة والحنشة (التي تعد أكثر من 127 الف ساكن) وتوفر المؤسسات الصناعية ووجود مركز محلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض. كل هذه العوامل وغيرها تحتم تحويل هذا الفرع الى مكتب محلي تكريسا للتوازن الجهوي اذ لا يعقل ان يبقى مرتبطا بمكتب ساقية الزيت. فالعمل على تكريس استقلالية هذه المؤسسة الاجتماعية وتوسيع أنشطتها وتدعيم مواردها البشرية واجب وطني تحتمه الضرورة. فهل يقع فتح ملف هذه الادارة الحساسة واتخاذ الاجراءا ت العملية اللازمة في شأنها؟ نرجو ذلك..