تعيش جهات الجنوب التونسي هذه الايام تحديدا جهة نفزاوة والجريد على وقع انطلاق موسم جني التمور وسط تقديرات بتسجيل زيادة بنسبة 1.1 بالمائة من المنتوج الذي يقدر ب 193 الف طن. وصرح المنصف الشرقي المدير الفني للمجمع المهني المشترك للغلال ل "الصباح" ان الملامح الاولوية للموسم تنبئ بانفراج جلي سوف ينعكس بالإيجاب على الحركة الاقتصادية التي تعاني من ركود في الفترة الاخيرة. ولاية قبلي تتصدر الجهات المنتجة واستعرض لنا المنصف الشرقي ارقام تقديرات الموسم حسب الاصناف حيث تحتل "دقلة النور" المرتبة الاولى ب136 الف طن وبزيادة بنسبة 0.3 بالمائة وال57 الف طن المتبقية هي من اصناف اخرى مضيفا ان الولايات المنتجة للتمور في البلاد اربعة وهي ولاية قبلي والتي تحتل المرتبة الاولى بإنتاج يقدر ب 115 الف طن تليها ولاية توزر بإنتاج ما يقارب44 الف طن ثم ولاية قفصة بإنتاج يصل فى حدود ال7.850 وأخيرا ولاية قابس بإنتاج ما يقارب ال3 آلاف طن من التمور. وأشار المدير الفني للمجمع الى انه تم تسجيل ظاهرة "الجبدان" و"الشياح" في المنتوج لهذا الموسم خاصة في جهة الجريد وذلك راجع بالأساس الى العوامل المناخية المتغيرة والارتفاع الكبير في درجات الحرارة في الفترة الممتدة بين شهر اوت وشهر سبتمبر وهو ما ادى الى"تبدير" المنتوج بحوالي الاسبوعين مقارنة بالسنة الفارطة. وفي نفس السياق اضاف المنصف الشرقي ان عمليات البيع للتمور انطلقت منذ منتصف شهر جويلية المنقضي بخطى محتشمة مؤكدا بالمقابل على الدور الذي لعبته السلطات المعنية في انجاح الموسم من خلال البرامج المكثفة لحماية صابة التمور بما يعرف ب"دودة التمر" والتي انطلقت منذ نهاية شهر رمضان "حيث تم توفير مليون و400 الف ناموسية اي بما يقابل 6.4 مليون عرجون الى غاية شهر اكتوبر 2012 "علما وان الغلاف مدعم بنسبة 80 بالمائة والفلاح لا يدفع سوى 20 بالمائة من ثمنه. كما أشار المدير الفني للمجمع الى جلسات العمل التي انطلقت مؤخرا لحث كل المتدخلين في القطاع على رفع المنتوج في ظروف جيدة داعيا في هذا الصدد كل الفلاحين الى ضرورة الاهتمام بجودة التمور خاصة اثناء عملية التصنيف والذي من شانه الرفع في القيمة عند التصدير. وصرح محدثنا ان هذه السنة تم تسجيل رقما قياسيا في صادرات التمور بما يناهز95.421 طن اي بقيمة مالية تناهز 330 مليون دينار مقابل 293 مليون دينار في السنة الفارطة ويساهم منتوج التمور في الصادرات التونسية بنسبة 30 بالمائة وتعتبر المغرب البلد الاول الذي تصدر له تونس بنسبة 32 بالمائة من المنتوج لهذا الموسم من ناحية الكمية تليها فرنسا بنسبة 13 بالمائة وايطاليا بنسبة 6 بالمائة وبنسبة 5 بالمائة لكل من روسيا وماليزيا والمانيا واسبانيا تأتي بعد ذلك امريكا بنسبة 4 بالمائة وبنسبة 3 بالمائة لكل من اندونيسيا وبلجيكيا وبالنسبة للبلدان المتبقية تصدر لها تونس بنسبة 20 بالمائة. هشاشة المنظومة الامنية تهدد الموسم وبالرغم من اهمية هذه الارقام المتعلقة بإنتاج التمور إلا ان اغلبية الفلاحين اجمعوا على الظروف القاسية التي يمر بها القطاع على غرار نقص اليد العاملة وتضرر كميات هامة من التمور نظرا لتواصل ارتفاع الحرارة وعدم نزول الامطار خاصة في شهر سبتمبر. ويظل عنصر الامن الشبح المخيف لدى كل المتدخلين في القطاع خاصة في الفترة القادمة ومع انطلاق عمليات توزيع المنتوج وتصديره الى الخارج لاسيما وان هشاشة منظومة الامن وانعدام الاستقرار الذي تعاني منه البلاد ما بعد الثورة يؤثر سلبا على كل قطاعات الاقتصاد على اختلافها. وأضاف المدير الفني للمجمع المهني المشترك للغلال في هذا السياق ان الجهات المعنية بالقطاع تواصل العمل مع اللجنة الوطنية التي تكونت في السنة المنقضية على خلفية تدهور الوضع الامني بالتعاون مع الفلاحين واللجان الجهوية قصد تامين وإنجاح الموسم مشيرا الى عدم وصول اي نوع من المراسلات او التشكيات للغرض حتى اليوم.