"الإرث اللامادي للمغامرة التاريخية للطبركينيين. النتائج والآفاق" هو عنوان المحاضرة التي قدمتها الباحثة " مونيك لنجرستاي" رئيسة جمعية الوطن الأخضر بباريس ومؤسسة جمعية التاريخ والآثار بخمير ومقعد بطبرقة مساء الجمعة بفضاء البازيليك بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي للجمعية وبحضور جمهور غفير من المنخرطين والأحباء قدموا من كل حدب وصوب للتعرف على جزء من تاريخ المنطقة المتصل بالحقبة الجنوية وأهم الأحداث التي دارت عقب طرد الجنويين من جزيرة طبرقة من قبل يونس باي. وقد تناولت الباحثة في مداخلتها موجز لتاريخ الجنويين الذين قدموا من مدينة بيقلي المتاخمة لجنوة الإيطالية إلى جزيرة طبرقة لصيد المرجان وعمّروها لفترة قرنين من الزمن(1541-1741)، وأسسوا بها المصرف الجنوي الذين كان يزاحم تجاريا المصرف الفرنسي بالرأس الأسود. ونظرا لكثرة المشاكل والأطماع والصراعات السياسية بين الأوروبيين، قرر يونس باشا الهجوم على الجزيرة وأطرد من كان عليها وربطها باليابسة حتى يتمكن من السيطرة عليها وهدم كل المباني وأسر عددا من سكانها إلى أن تم الإفراج عنهم فأسسوا مدينتين بجزيرة سردينيا هما كارلفورتي و كالاسيتا كما تم تأسيس مدينة ثالثة بجزيرة سان بابلو أطلقوا عليها اسم طبرقةالجديدة بدعم من ملك إسبانيا آنذاك لتعمير الجزيرة. وتواصلت العلاقات بين الطبركينيين إلى حد هذا التاريخ وتم تأسيس علاقات تعاون وتبادل الزيارات في نطاق التوأمات. لتخلص إلى موضوع المحاضرة ألا وهو"الإرث اللامادي للمغامرة التاريخية للطبركينيين" والتظاهرات التي أقيمت لإبقاء هذا الإرث مستمرا للأجيال الحاضرة والقادمة ومنها بالخصوص اللغة حيث لا يزال هؤلاء السكان يستعملون"الطبركينو" وهي لغة خاصة بهؤلاء السكان أصيلي منطقة طبرقة امتزجت فيها الإيطالية بالعربية وأحيانا الإسبانية والفرنسية. وإلى جانب اللغة نجد الأغاني التي كانت توظف خلال الحفلات العامة والخاصة خاصة بجزيرة كالاسيتا الإيطالية. الطبخ هو عنصر هام وحد بين هذه الشعوب ونجد امتداد عادات الكسكسى التونسي في كل المدن الطبرقية وكذلك الحلويات وطهي الخبز والمأكولات المتأتية من منتوجات البحر كسمك السردين والتن وغيرها... وقد تم نشر عديد المؤلفات حول هذه الحضارة المتوسطية ويعود مؤلفوها إلى معايشتهم للأفارقة العرب وحسن تعاملهم والتبادل التجاري بينهم. اللقاءات، كالمنشورات كانت مكثفة وجاءت بالخصوص على إثر توصيات الملتقى الدولي الذي نظمته جمعية الوطن الأخضر بمدينة طبرقة سنة 2008 حيث انبثقت عنها جملة من التوصيات لعل أهمها لامركزية اللقاءات بين المدن الطبرقية الأربعة. ففي سنة 2009 انعقد لقاء بمدينة بيقلي قرب جنوة بمناسبة تدشين الساحة الثقافية للطبركينيين. وخلال سنة 2010 اجتمع الحضور بجزيرة كالاسيتا بمناسبة مرور 240 سنة على تأسيس المدينة وسنة 2011 كان اللقاء كان بجزيرة طبرقةالجديدة الإسبانية بمناسبة الذكرى 25 لإحداث المحمية البحرية. كما عددت النتائج والآفاق بالنسبة للسنوات القادمة وركزت بالخصوص على ضرورة ادراج التراث الطبركيني ضمن التراث اللامادي باليونسكو. وأنهت اللقاء بعرض شيق حول المدن الطبرقية الأربعة من خلال صور كانت قد أخذتها وهي تجوب هذه المدن المتوسطية. لئن كان اللقاء طريفا ومفيدا في ذات الوقت فإن الحضور الجماهيري كان لافتا ومشجعا في انتظار أن تواصل الجمعية على هذا النهج وأن توسع رقعة المنخرطين حتى تحصل الفائدة مع تنويع البرامج كالرحلات الدراسية والإستطلاعية داخل البلاد وخارجها ورد الإعتبار لنوادي الإختصاص كنادي الفسيفساء.