تقدم شركة "توليب للانتاح" بدعم من وزارة الثقافة أول عروضها لمسرحية "حالة إيقاف" يوم 13 نوفمبر بقاعة الفن الرابع بالعاصمة وفي اتصال مع "الصباح"، أكد بطل العمل ناصر العكريمي أن "حالة إيقاف" تطرح قضية تفاعل الفنان والمثقف مع واقع بلاده الراهن خاصة مع الشعور الطاغي بأن كامل البلاد في حالة إيقاف مؤقت حسب قول محدثنا. تنطلق أحداث مسرحية "حالة ايقاف " في الشارع، حيث يتقمص الممثلون أدوارهم من الحياة ويأخذونها للركح محاولين إيجاد معنى آخر وتصور فني لهواجس المواطنين وتخوفاتهم من الانفلات الأمني. تتعرض المسرحية كذلك لمحاولات تشويه تاريخ المناضلين لمجرد أنهم يصنفون ضمن خانة المعارضين ولمشاغل الشباب العاطل واليائس وصرخة المبدع المطالبة بالحق في كلمة حرة وثقافة هادفة. ويقول ناصر العكرمي عن ذلك أن المسرح مطالب بتشريك الجمهور في اللعبة لأنه جزء أساسي من هذا الحوار الفكري والفني. وتنتقد "حالة إيقاف" الانتهاكات ضد المناضلين من خلال تشويه صورتهم التي يجسدها محدثنا في شخصية أمير المعارض المتخفي في ثياب نادل بنزل متواضع في العاصمة، حيث يتهمه البوليس بقتل أحد نزلاء الفندق ويرغمه تحت التعذيب بالاعتراف بتهمة لم يرتكبها وتصور مشاهد المسرحية من ناحية علاقة الصراع بين المواطن والبوليس ومن ناحية أخرى بين الشرطي وضميره وذلك في ملامح كل من المحقق(الممثل معز بن طالب) والجلاد (الممثل نصر الدين المناعي) فالأول يحاول بشتى الطرق إثبات تهمة القتل ضد المناضل فيما يعيش الثاني صراعا بين تنفيذ أوامر قائده وبين رغبته في الكف عن تعذيب جسد أمير. ولفت ناصر العكرمي الانتباه إلى أنه أمضى دراماتورجيا العمل عن نص للمسرحي معز بن طالب فيما أخرج "حالة إيقاف" الفنان صالح الجدي بمساعدة لطفي العكرمي الذي تسلم المهمة أثناء أداء صالح جدي لمناسك الحج. ويجسد أبرز أدوار العمل عدد من المسرحيين منهم الفنانة لطيفة القفصي وهاجر غرس ونادرة ساسي وبشير المناعي ومعز بن طالب ونصر الدين المناعي فيما أفادنا ناصر العكرمي في تصريحه "للصباح" أن رسالة "حالة إيقاف" هي التأكيد على أن تونس للجميع وأن أبناءها لن يتركوها تباع ومن يعتقد أن قتل المناضلين وإسكات أصوات الحق سيحقق له مأربه ومصالحه فهو واهم لأن تونس "ولاّدة".