كشف المسرحي التونسي الشاب ناصر العكرمي أنه بصدد انجاز عمله الفني الجديد "السكات من ذهب" الذي كتب نصه وسيقوم بإخراجه في نمط المونودارما أو مسرح الممثل الواحد وقال: إن مضمون المسرحية يحاكي الواقع المعيش لفناني تونس المهمومين بالإبداع وهواجسه حيث تنقل الخشبة في «سكات من ذهب» قصة رجل مسرح عاش في محيط يلتزم بالقيم والأخلاق غير أن نزوله من الركح إلى أرض الواقع جعله يتلقى صدمة سببتها الفوضى العارمة في مجتمع اختلطت مفاهيمه وعقائده وانتماءاته فيقرر الانتحار وتصوير موته بأسلوب سينمائي ممّا يقودنا- حتما- لحكاية انتحار الفنان المسرحي الحبيب المسروقي في بداية الثمانينات. عن علاقة النص المسرحي وشبهه الواضح بحياة الحبيب المسروقي، الذي كانت لمسته في مجال السينوغرافيا أهم أسباب نجاح إنتاجات المسرح الجديد أكد محدثنا أن عمله يكرم المسروقي من منطلق أنه فنان أثر كثيرا في المسرح التونسي، نافيا في الآن ذاته اهتمامه بانتقادات من يريدون طمس تاريخ هذا المسرحي بسبب علاقتهم بمسألة وفاته قائلا:»ما يعنيني في حكاية الحبيب المسروقي إبداعاته حتى أن قراره بإيقاف حياته تأثر بالجانب الفني والمسرحي لشخصيته وهو ما يثبت عمق التجربة الإبداعية المريرة التي عاشها رجل السينوغرافيا الأبرز في تاريخ الفن الرابع ببلادنا.» وذكر محدثنا أن نص «سكات من ذهب» يستعين في صياغته الدرامية بأشعار وأعمال كل من محمود درويش ومنور صمادح ومحمد شكري إضافة إلى عمر الخيام ومظفر النواب. على صعيد آخر، أعرب ناصر العكرمي عن رضاه التام عن مشاركته في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة في دورته العاشرة من التاسع والعشرين من مارس إلى الثامن من أفريل الماضي خاصة وأن مسرحية «وبعد» حظيت بإقبال جماهيري في مسرح دار الأوبرا وتفاعل رواد الفن الرابع مع العمل من منطلق إعجابهم بالتجارب المسرحية الشابة القادمة من تونس وذلك بعد النجاح الساحق والجوائز التي حصدتها مسرحية «حقائب» في الدورة الماضية من مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة. وأشار ناصر العكرمي الى أنه سعد بحضور عدد من الفنانين المصريين الكبار من بينهم محمود ياسين، العرض الذي لاقى اهتماما من رواد المهرجان وضيوفه. من جهة أخرى أفادنا محدثنا أنه يقدم عروضا مدعمة من وزارة الثقافة بعد عودته من القاهرة وستكون في كل من الكاف وقفصة كما يخطط لتقديم سلسلة عروض للجمهور التونسي بقاعتي الحمراء والفن الرابع بالعاصمة خاصة وأن المسرحية لم تعرض في تونس إذا ما وضعنا جانبا عرضها الأول بسبب قلة الإمكانيات إلى أن منحت الدعم من سلطة الإشراف. وللتذكير فإن مسرحية «وبعد» تطرح في أحداثها ظاهرة البطالة في فئة أصحاب الشهادات العليا وانعكاساتها السلبية على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية ويفتتح مشهد رصيف محطة حافلات بين شاب في الثلاثينات وعابرة سبيل المسرحية. فتكشف خيوط التشابه والصراع بين بطلي العمل ناصر العكرمي وفاتن الشوايبي فيكون اقتحام المرأة لعوالم هذا الرجل لحظة تفاقم ألمه وصراخه ضد الظلم والتهميش ويشار إلى أن هذا العمل أخرجه محمد الحبيب المنصوري في إنتاج لشركة «توليب».