تجنبا لسيناريو كارثي :حتى لا تغرق العاصمة في الفضلات سنة2013 - في ظل بلوغ مصب برج شاكير طاقته القصوى مع أواخر 2013 كان من المفروض الشروع في توسعته منذ فترة. وبعملية حسابية بسيطة فان المشروع لن يكون جاهزا سنة 2014 حتى لو انطلق تنفيذه اليوم. وفي صورة وحيدة وهي القيام بلزمة الدراسات والاشغال والاستغلال مع توفير التمويلات في الوقت الذي لا يخوله القانون الحالي للوكالة لرفضه اللزمة .ولاشك ان هذه الوضعية الشائكة تستدعي قرارا حكوميا لانقاذ البلاد من سيناريو رهيب قبل ان تحصل الكارثة لان العاصمة مهددة بالغرق في الفضلات سنة 2013 اذا لم تتحرك مختلف الجهات قبل فوات الاوان . مشكل عقاري رغم أهميتها في القضاء على المصبات العشوائية والنقاط السوداء بمختلف احياء العاصمة مازال المشكل العقاري يحول دون تنفيذ بعض مشاريع مراكز تحويل النفايات في ظل عدم توفر مدخر عقاري بجهة المنيهلة حي التضامن وبالمرسى ووجود قطعة الارض المتوفرة بالكرم تحت الضغط العالي ورفض وزير الثقافة لانجاز مركز تحويل بجهة قرطاج ورفض وزارة الفلاحة انجاز مصب سيدي ثابت منذ سنة 2007 بدعوى انه منطقة سقوية رغم انه ظل منذ الثمانينات مصبا عشوائيا . وطرحت مثل هذه الاشكالات بعديد الجهات في الوقت الذي كان فيه على البلديات الاجتهاد اكثر في ايجاد الحلول باعتبار ان مهمتها بنسبة 80 بالمائة هي العناية بمجال النظافة وهو ما يعكس تقصيرا يتحتم عليها تجاوزه حتى يتسنى تنفيذ المشاريع المعطلة .ولعل الاشكال الاعمق اليوم ان اغلب رؤساء البلديات في ظل النيابات الخصوصية مازالت تعوزهم الخبرة وليست لهم القدرة على ايجاد الحلول لانجاز مشاريعهم التنموية. مراكز تحويل جديدة اكد عمر الزواغي المدير الجهوي للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بتونس الكبرى انه تم تحديد موقع 17 مركز تحويل ومن المنتظر ان تنطلق قريبا اشغال 6 مراكز تحويل بمنوبة و10 بالمرسى ،الكرم ، قرطاج ، حمام الانف، مرناق، رادس ومدن اخرى وهي مشاريع من شانها تحسين مردودية العمل البلدي في مجال النظافة حيث تتقلص المسافات وتهتم البلديات بجمع النفايات . وفي سياق متصل حذر الزواغي من التاثيرات السلبية للمصبات العشوائية على ضفاف الاودية وداخل المدن الى حد تراوح عددها بين 10 و15 مصبا بكل ولاية وهو رقم مفزع لما للنفايات من انعكاسات على المائدة المائية والصحة العامة بشكل يجعل الاجيال القادمة مهددة بالعطش . واشار الزواغي الى انه كان من المقرر ان يدخل مصب الكبوطي ببن عروس حيز الاستغلال منذ سنة لكن تم تعطيل اشغاله من طرف الاهالي رغم انه مشروع نموذجي ومن مشاريع الجيل الجديد .ودعا كل الاطراف الى تجاوز المصالح الضيقة من اجل صحة مواطني الجهة مضيفا انهم وجدوا حلولا لاصحاب الارض مع التعهد بتركيز مشروع لمتساكني الكبوطي وتشغيل ابنائهم .
المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات مشاريع بعض المصبات مازالت معطلة بسبب الاحتجاجات والاعتصامات وحول الاشكالات المطروحة اليوم على مستوى مصبات المراقبة ومراكز تحويل النفايات قال المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات الطيب رمضان ل»الصباح الاسبوعي» ان مثل هذه المنشآت مرفوضة لعدم التسويق لها لدى المواطن وعموم الناس وهي مشاريع بيئية يعتبرها البعض مصدر ازعاج وعلى هذا الاساس تعرضت عديد المراكز الى احتجاجات واعتصامات انجر عنها تأثيرات سلبية .واضاف «ان الوكالة قامت بمجهود كبير لاقناع الناس بضرورة قبول هذه المنشآت باعتبارها ضرورة حياتية واقتصادية لانه على قدر الاهتمام بالنظافة تتحسن الجوانب التنموية .وقد عملنا على تجاوز الاخلالات مع الشروع في البحث عن حلول جديدة في كيفية التصرف في هذه المراكز لان انجاز مراكز تحويل النفايات عملية ضرورية وحتمية لتسهيل جمع الفضلات داخل الاحياء والمدن « مصبات "معطلة" وعن المشاكل التي مازالت مطروحة بشأن بعض المصبات المراقبة اشار الطيب رمضان الى ان الوكالة لم تجد الى حد الان أي مخرج للاحتجاجات على مصب الكبوطي ببن عروس لكنها مع ذلك تواصل مساعيها من اجل اقناع المواطنين بضرورة مواصلة الوكالة لمخططها الذي من شانه ان يحل جانبا كبيرا من الاشكاليات المطروحة اليوم .كما ان مصب جرادو الذي توقف عن العمل منذ فيفري 2011 مازال محل نظر القضاء . وبشأن المصب المراقب بقلالة الذي اثار في الفترة الماضية الكثير من الاحتجاجات شدد على ان اهتمام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ينصب على البحث عن حلول عاجلة لهذا المصب من اجل تركيز منظومة عصرية خاصة بالتصرف في النفايات في جزيرة جربة مع التواصل بشكل مستمر مع مستثمرين تونسيين واجانب وعديد الاطراف لايجاد الحلول المثلى لتنفيذ القرار الحكومي لانجاز المصب مع موفى 2013حيث تم اعداد دراسة كاملة لتركيز وحدة لتسميد النفايات العضوية بالجزيرة تنطلق بوحدة نموذجية . ولم يخف الطيب رمضان قلقه من بعض الاطراف التي سعت الى توظيف المصبات ومراكز التحويل لغايات سياسية في الوقت الذي كان عليها تقديم الدعم والمساندة للوكالة ومختلف الجهات المتداخلة حتى يتسنى الاسراع في انجاز مختلف المشاريع البيئية التي تكون لها انعكاسات ايجابية على عديد الاصعدة . وقد أثنى الطيب رمضان على عمل خلية الازمة التي تتكون من اطارات الادارة المركزية والجهوية للرصد والمتابعة واقتراح الحلول حيث تمكنت من حل عديد المشاكل حصلت بالمصبات المراقبة ببنزرت ونابل وسوسة والمنستير ومركز تحويل بن عروس . توفر التمويلات وحول تمويلات مشاريع مصبات تحويل النفايات والمعالجة كشف الطيب رمضان ان الوكالة امضت اتفاقية مع البنك الالماني للتنمية والتعمير اضافة الى اتفاقيات اخرى لانجاز مراكز تحويل بجهات سيدي بوزيد، قفصة، سليانة، الكاف، باجة، جندوبة وبعض الولايات الاخرى ومن المنتظر الشروع في اشغالها مع بداية سنة 2013 خاصة ان دراسات هذه المشاريع جاهزة .وتابع قائلا «بعض الدول الدائنة لتونس بادرت برسكلة ديونها بعد الثورة شريطة استثمارها في مشاريع ذات بعد بيئي مثل الاتفاقيات التي امضيت مع المانيا وفرنسا . ضرورة المساندة ودعا الطيب رمضان الى تضافر جهود كل الاطراف من اجل تنفيذ المشاريع البيئية والعمل على اعادة المصبات المتوقفة الى سالف نشاطها لدورها الهام في الحفاظ على صحة الانسان وسلامة البيئة والمحيط . وختم حديثه معنا بقوله "نحن قمنا بعمل كبير لكن لابد من مساندتنا من سلط محلية وجهوية ومختلف الهياكل لان دورنا فنيا بحتا وكلما وجدنا دعما أكبر الا وتسهل مهمتنا ونجد الظروف الملائمة للعمل افضل".