تم مؤخرا اكتشاف آثار يعود تاريخها إلى القرن الرّابع ميلادي بإحدى ضواحي مدينة حامّة الجريد وتحديدا بمنطقة محارب وقد سارعت مجموعة من المجتمع المدني على إثر هذا الاكتشاف ببعث جمعية أطلق عليها اسم جمعية «قبّاش» للثقافة والتراث والسياحة وهو الإسم الحقيقي لهذا الموقع الأثري وذلك سعيا إلى الحفاظ على الآثار التي تحتويها هذه المنطقة الأثرية الضّاربة في التاريخ وحمايتها من التوسّع العمراني العشوائي فضلا عن التعريف بمخزونها الحضاري المتميّز حتى تكون «قبّاش» مقصدا للسياح التونسيين والأجانب والمهتمّين بالثقافة السياحيّة الأثرية وتسعى جمعية «قبّاش» إلى التعريف بهذا الموقع على أوسع نطاق وهذه الآثار تم اكتشافها بواحة محارب ومن مكوناتها بقايا من رماد وجبس وحجارة كبيرة وصناديق أثريّة مدفونة تحت التراب وفي المرتفعات وفي حديث مع رئيس هذه الجمعيّة التي تعتبر حديثة العهد أكّد السيد أنيس بيّوضي أنه من دواعي تأسيس الجمعية حماية الثروة الأثرية الهامة من التدخّلات العشوائية وما لحقتها من تصرّفات سلبية قد تؤدي إلى تشويه الموقع أو التلاعب بمكوناته بعد أن أصبحت هذه المنطقة مصبا عشوائيا للفضلات وطالته آفة التوسع العشوائي من بعض الفلاحين سيما وأن بعض مكونات قباش قد تعرضت إلى الإتلاف إلا أن الجمعية وقفت سدا منيعا في وجه الأيادي العابثة حفاظا على ما تجسده هذه المنطقة لحقبة تاريخية تمتد جذورها إلى القرن الرابع ميلادي وهناك مساع واتصالات بالمعهد الوطني للآثار قصد إدراج الموقع ضمن المناطق الأثرية وانطلاق الحفريات لحماية «قباش» وتسييجها واعداد برنامج لاستغلال الموقع للتنمية الثقافية الأثرية بحامة الجريد وتعتزم الجمعية توسيع نشاطها بمنطقة العرق في إطار تفعيل المسلك الأثري بالجهة وللإشارة فإن الكتب التاريخية تتحدث عن وجود حمام وكنيسة تعود للقرن الرابع ميلادي بهذه المنطقة ونفض الغبار عنها من شأنه أن يحوّل حامّة الجريد إلى وجهة للسياحة الثقافية الأثرية والبيئية فضلا عن مكانتها الاستشفائية.