لم تكن الحركة عادية يوم أمس بالمنطقة الصناعية بماطر حيث منع عمال مطرودون زملاءهم من الدخول إلى مصنع" ليوني "وذلك احتجاجا على ما اعتبروه نكثا للاتفاق الحاصل بين ممثليهم من النقابة الأساسية الاتحاد العام التونسي للشغل حول مراجعة قرار فصلهم في اجتماع مطول أول الأسبوع وحسب إطار حضر هذا الاجتماع فان النقابيين قاموا بطرح وضعيات المطرودين مفندين ادعاءات الإدارة بكون الاستغناء يخص المتعاقدين فقط بل اثبتوا أن هناك من المفصولين من تجاوزت فترة عمله الأربع سنوات وحرم من الترسيم الآلي... حينئذ تم الاتفاق على مراجعة قائمة المفصولين حالة بحالة وإصلاح الأخطاء التي شابت عمليات الطرد بعد أن أثبتها ممثلو الاتحاد العام التونسي للشغل لكن عوض الالتزام بالاتفاق واصلت أطراف أخرى من الإدارة النهج التصعيدي وقامت بطرد مجموعة جديدة من العمال استنادا لقائمتها مما أجج غضبهم وجعلهم يقومون بحركتهم الاحتجاجية. احد النقابيين المتابعين للموضوع وضح لنا أن الإدارة قامت سابقا بانتدابات تفوق حاجة المصنع من العمال - مما جعل الشركة تدخل آليا في خسارة لان سعر التكلفة أصبح غير تنافسي مع شركات أخرى في نفس القطاع وهو ما يمكن أن يفسر ضياع عديد المشاريع التي كان من المزمع تنفيذها بالمصنع .. وهذه الخسائر شرعت لها الآن عملية الاستغناء على أقصى عدد ممكن من العمال سواء كانوا من المنتدبين الجدد أو غيرهم ممن لهم الحق في الترسيم أو من ينتظره بعد أشهر قليلة وبالتالي فإن ضرب حق العمال غير قابل للنقاش في الترسيم القانوني. وهو ما اعتبره محدثناغير مقبول من شركة دافع عنها عمالها أثناء الثورة وقاموا بحماية مصانعها فكافاتهم بجزاء سنمار. التحرك يأتي في وقت أتم فيه وفد من الأجانب زيارة للمصنع وأبدوا إعجابهم بحرفية ومهارة العمال ونجاعة أساليب العمل الجديدة مما قد يفضي إلى اتفاق مع احد كبريات مصانع السيارات بفرنسا لتصنيع كوابل سياراتها الجديدة.... لكن ما حدث بين الإدارة والعمال نهاية هذا الأسبوع قد يجعل هذا المشروع الضخم يطير إلى المغرب أو رومانيا وبالتالي تكون الخسارة جسيمة للجميع عمالا وإدارة وخاصة لمدينة ماطر.