تزور تونس هذه الأيام وبمناسبة تنظيم الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائيّة الوزيرة المكلفة بالفرنكفونية يامينة بنغيغي Yamina Benguigui. وإذ تحل الوزيرة ضيفة على بلادنا بهذه المناسبة فليس بوصفها كوزيرة فقط وإنما لان المرأة وهي من أصل جزائري من أبرز الوجوه الثقافيّة الفاعلة في فرنسا ومن أبرز المدافعين عن حقوق المهاجرين في فرنسا ومن"النّشطاء" ضد الظلم والميز العنصري الذي تعاني منه بالخصوص الجاليات المغاربية. وقد أقيم مساء أوّل أمس حفل استقبال على شرف يامينة بنغيغي بمقرّ إقامة السفير الفرنسي بتونس حضرته عدة وجوه فنية وإعلامية وجامعية من تونس. توجّهت الضّيفة بالمناسبة بكلمة إلى مضيّفيها عبرت فيها عن احترامها للتجربة الإبداعية في تونس خاصة في مجال السينما واستعرضت الأعمال السينمائية التي اعتبرتها قيمة فنية عالية على غرار ريح السد للنوري بوزيد وصمت القصور لمفيدة التلاتلي وحيّت العمل الجدي والتجربة المميزة حسب وصفها للمنتجة السينمائية درة بوشوشة. واعتبرت الضيفة الفرنسية أن فضاء الفرنكفونية يختزن داخله كفاءات ومهارات بالملايين من شأنها أن تساهم في النهوض ببلدانها وبالعلاقات بين البلدان المنتمية لهذا الفضاء. ونادت يامينة بنغيغي الحضور قائلة: إن اللغة الفرنسية الموحّدة بين بلدان الفضاء الفرنكفوني تغيرت وقامت بنقدها الذاتي وتخلصت من شوائب الإستعمار. إنّها اليوم لغة شراكة وحوار وتواصل وتبادل. وقدمت الضيفة فكرة عن سيرتها الذاتية وتجربتها الإبداعية حتى وإن كان أغلب الحضور لديه فكرة محدّدة عن مسيرتها الفنية وتجربتها السياسية خاصة وأنها ذات حضور بارز بالإعلام الفرنسي سبقتها إلينا(مع العلم وأنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها تونس وكانت قد زارت منذ سنوات بمناسبة ايام قرطاج السينمائية(. يامينة بنغيغي كانت قد بدأت تجربتها في السينما بالتعاون مع المخرج الجزائري المعروف رشيد بوشارب وكانت قد أسست معه شركة "رايا فيلم". أنتجت العديد من الأعمال التلفزيونية والأفلام الوثائقية التي بثتها القنوات الفرنسية وحققت أغلبها نجاحا كبيرا نذكر مثلا فيلم ذاكرة المهاجرين التي تعرضت فيها لإشكالية البحث عن الذات عند المهاجرين. نذكر أيضا فيلم ذاكرة الأرض. ولعل أشهر أعمالها الروائية التلفزيونية سلسلة عائشة التي تتعرّض لحياة فتاة من أصل مغاربي تعيش بأحد الأحواز الباريسيّة. يامينة بنغيغي متعددة المواهب والأنشطة وهي كاتبة معروفة وقامت بنفسها بإخراج أعمال تلفزيونية نذكر من بينها "نساء الإسلام" وغالبا ما تتوّج أعمالها بجوائز فرنسية ودولية قيمة. تجدر الإشارة إلى أن يامينة بنغيغي وبالتوازي مع أعمالها السينمائية والتلفزيونية تحمّلت مسؤوليات سياسيّة وقد أشرفت إلى غاية توليها الوزارة إثر فوز اليسار الفرنسي في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة على مصلحة حقوق الإنسان ومقاومة الميز العنصري في بلدية باريس. التقت خلال زيارتها إلى بلادنا بعدد من الشّخصيات السيّاسية من بينها رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي. برنامج الزيارة إلى تونس جمع بطبيعة الحال بين الثقافي والسياسي.