تونس (وات)- يخوض المنتج والمخرج التونسي الطيب الجلولي مغامرة سينمائية تعد الأولى من نوعها في تاريخ السينما التونسية حيث ينكب منذ ثلاث سنوات على إعداد فيلم من نوع الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد اختار له عنوانا مبدئيا "مغامرات دليلة" مستوحى من حكايات " ألف ليلة وليلة ." ورغم ما يتطلبه إنتاج هذا النوع من أفلام "السينما الافتراضية" من إمكانيات مادية كبيرة، إلا أن الطيب الجلولي أكد في حديثه مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) عزمه تجسيد فكرة هذا المشروع التي "ستساهم في ارساء نوعية سينمائية جديدة في تونس تعد حديثة العهد في العالم." وعهد إلى حوالي 25 تقنيا تونسيا بتنفيذ المراحل الفنية لهذا العمل وهم جامعيون شبان من خريجي المعاهد التونسية العليا في الملتيمديا والسينما والسمعي البصري تابعوا تكوينا خاصا في البرمجيات الإعلامية المعمول بها عالميا لإعداد أفلام ثلاثية الأبعاد (3دي). وفي متابعتنا لمرحلة من مراحل الإنتاج اكتشفنا أن لكل تقني من هؤلاء الشباب اختصاصه في هذا العمل حيث ينكب احدهم على تنفيذ تقنية وضع الشعر والآخر مختص في الرصد الدقيق لحركات الشخصيات ومنهم من أوكلت له مهمة إعداد الديكور واللباس والإكسسوارات. صعوبة إعداد هذا العمل حسب ما أفاد به بعض التقنيين تكمن في السعي قدر الإمكان تقريب الصورة الطبيعية والأشكال المكونة لها إلى شخصيات وعناصر الديكور في الفيلم،كما أن تفاصيل الحركة دقيقة وفقالما تتطلبه جمالية العمل من توفق في التدقيق في كل زاوية أو شكل أو حركة. ويروي العمل قصة تجمع بين الدراما والطرافة من خلال شخصية "دليلة" المحورية ،التي تؤديها صوت الممثلة سامية العياري ،وهي أرملة موظف سام تسرق منها "كسوة النور العجيبة " التي تمنح السعادة للابسها. وفي نفس اليوم تختفي ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات لتنطلق رحلة البحث عن ابنتها والكسوة المسروقة وسط صراع درامي بين الخير والشر على امتداد 80 دقيقة. ويضم الفيلم حوالي 50 شخصية متفاوتة الحضور والأهمية من بينها صلاح مصدق في دور "قف هناك" وحسام الساحلي وعدد آخر من الممثلين التونسيين. ومن المنتظر أن يكون الفيلم جاهزا في غضون 6 أشهر ليكون منطلقا لصناعة سينمائية جديدة في تونس لا سيما وان السينما الثلاثية الأبعاد تلاقي رواجا هاما في العالم وتجني عائدات مالية ضخمة في عروضها بأمريكا وأوروبا (فيلما شراك واليس في بلاد العجائب مثلا). وبقدر ما أحرز الفيلم تقدما في الانجاز حيث تجاوز مرحلة الإعداد الفني ليدخل مرحلة "التنشيط" أي تحريك الصور وتركيب المشاهد، إلا أن منتج العمل يشكو من ثقل المصاريف رغم الدعم الذي منحته وزارة الثقافة بقيمة 500 ألف دينار والمنحة الإضافية التي حصل عليها من المنظمة الدولية للفرنكوفونية المقدرة ب30 ألف اورو (حوالي 57 ألف دينار). وأعرب الطيب الجلولي عن أمله في أن تقتني التلفزة التونسية حق العرض الأول للفيلم ليكون بثه الأول تلفزيونيا في تونس بلد الإنتاج بما يضعها في خضم المنافسة بين القنوات الفضائية. ويذكر ان الطيب الجلولي يعمل في مجال السينما منذ 30 عاما حيث كان أول مصمم ديكور تونسي رشح لجائزة "السيزار" الفرنسية سنة 2000 عن ديكور فيلم "ربما" للمخرج سيدريك كلابيش. كما شارك في تنفيذ عدة انتاجات سينمائية مثل "حرب النجوم" لجورج لوكا و"المريض الانقليزي" لانطوني مينجيلا وعمل مشرفا اولا على ديكور افلام"حلفاوين" لفريد بوغدير و"التلفزة جاية " للمنصف ذويب وصمم مؤخرا ديكور فيلم رشيد بوشارب "خارج عن القانون." كما أنتج للتلفزة التونسية سيت كوم "عند عزيز".