تعيش مناطق عديدة في الجمهورية التونسية حالات الفقر وضعف التنمية وذلك لقلة الموارد الطبيعية وغياب البنية الأساسية لكن وضعية منطقة غزالة شاذة بكل المقاييس فهي غنية جدا بالموارد الطبيعية سواء من حيث الأراضي الخصبة أو المناجم وثرية أيضا بالموارد البشرية اذ يوجد بين شبابها إطارات عليا إناثا وذكورا تحاصرهم البطالة ماذا يمنع هذه المنطقة من التطور رغم كم المشاريع الذي قررته السلطات؟ البيروقراطية تعطل مشاريع حياتية لعل تهيئة 5000 هك من الأراضي بمنطقة مشروع التنمية الفلاحية والذي تشترك فيه معتمدية غزالة ونظيرتها بجومين من ابرز المشاريع التي أقرت لتطوير المنطقة، هذا المشروع وصلت نسبة انجازه المادي إلى حوالي 80% توقفت فجأة وذلك في انتظار صدور أحكام بالتسجيل للمساحات التي شملها المسح الإجباري وهو ما يحرم فلاحي الجهة خاصة من الشباب من أراضي مهيأة لممارسة نشاطهم. وهذه العراقيل تواجه مشروعا آخر فمناطق البريدية وبوزعرورة وغزالة العليا وطوير الليل وأخيرا بالشوك تنتظر إعداد اتفاقية لتزويدها بالماء الصالح للشراب فيما أشغال إعادة تهيئة مشروع الماء الصالح للشراب بمنطقة الكحلة لم ينطلق بعد لأسباب لا تزال مجهولة، أما فك العزلة عن المواطنين قاطني القراقيب والعسلة ورأس الوادي بتهيئة مسالكها الفلاحية فتنتظر قرار تركيز حضيرة لإكمال الأشغال التي لم تتجاوز نسبة تقدمها 5%. وللمواطن نصيب في بطء التنمية إن كانت البيروقراطية من أسباب بطء التنمية فان بعض مواطني الجهة يتحملون جزءا من المسؤولية أيضا إذ إنهم عطلوا مشروع تهيئة 21 كم من المسالك الفلاحية بالمنطقة مدة شهرين ونصف لأسباب واهية وهذا المشروع كان من المفترض أن يدخل مناطق عديدة في الدورة الاقتصادية... والأغرب أن مجموعة أخرى من المواطنين اعترضت على زراعة 130هك من الأشجار الغابية بمنطقة العرافة مما جعل الإدارة تتقدم بقضية عدلية لاستكمال المشروع... هذه المشاريع وغيرها كانت محور زيارة سابقة لوالي الجهة إلى المنطقة التي يأمل أهاليها أن تقوم بعدها السلط الجهوية بردع المتجاوزين من المواطنين ودعوة المتدخلين في الوزارات المعنية بالإسراع في البت في التفاصيل الإدارية التي تكبل انطلاق المشاريع الجديدة.