أثارت التظاهرة التي نظمت أول أمس بدار الضيافة بقرطاج بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان ردود فعل متباينة بسبب منع الحقوقي وعضو فرع تونس لمنظمة العفو الدولية بتونس زهير بن مخلوف من حضور حفل التكريم رغم توجيه دعوة رسمية له وكذلك بسبب مقاطعة ممثلي جمعية القضاة التونسيين للحفل بسبب استثنائهم من التكريم رغم دعوتهم لحضور الحفل. وفي اتصال ل"الصباح الأسبوعي" مع لطفي عزوز كاتب عام فرع منظمة العفو الدولية بتونس، أكدّ وجود محاولة لإقصاء العديد من المناضلين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين عرفوا بمواجهتهم لنظام بن علي بهدف إعطاء صبغة حقوقية وشرعية لمناضلين جدد لم نكن نعرفهم في السابق. وفسرّ عزوز ما حدث أول أمس بالقصر الرئاسي بمحاولة تقسيم المجتمع المدني إلى جزء موال وجزء معاد للنظام، قائلا: "هناك جمعيات سيقع معاقبتها بمحاولات الإقصاء مثلما تمّ أول أمس مقابل تمجيد جمعيات أخرى وتقديمها للرأي العام على أساس أنها مناضلة بهدف احتوائها وتكريسها لخدمة النظام". وأمام تأكيده على وجود مناضلين يستحقون ذلك التكريم، اعتبر كاتب عام فرع منظمة العفو الدولية بتونس أنّ تكريمهم "يتنزّل في إطار التغطية على من لا يستحقون ذلك التكريم ومحاولة صنع مناضلين جدد من شأنهم أن يلعبوا دورا في إطار المرحلة الانتقالية والمرحلة القادمة"، على حدّ تعبيره. "تبرير الرئاسة أكثر إهانة من عدم تكريمنا" ونظرا إلى إقصاء جمعية القضاة التونسيين من التكريم، اتصلّت «الصباح الأسبوعي» بروضة قرافي نائب رئيس الجمعية التي أكدّت عدم وجود أي مبرّر لاستثناء الجمعية من التكريم، قائلة: «عرفت جمعية القضاة بدورها في مقاومة حقبة الاستبداد والجميع يدرك ذلك بما في ذلك رئيس الجمهورية، كما لا يمكننا الحديث عن حقوق وحريات في تونس دون قضاء مستقل، ونحن كجمعية قضاة لا نزال إلى اليوم نناضل من أجل قضاء مستقل، لذلك لا أجد أي مبررّ لإقصائنا واستثنائنا خاصة أنّ دعوة رسمية وجهت إلينا لحضور حفل التكريم». كما اعتبرت القرافي أنّ هناك بعض الخلل في ترتيب أولويات استحقاق التكريم. وعن حجة التبرير التي واجهت بها رئاسة الجمهورية جمعية القضاة والمتمثلة في «مجردّ السهو»، قالت القاضية قرافي: "أعتبر هذا الردّ أكثر إهانة من عدم تكريمنا، فكيف يقع السهو عن نضالات جمعية القضاة التونسيين وتحديها للنظام البائد، فربّ عذر أقبح من ذنب". وكانت سهام بن سدرين رئيسة مركز تونس للحريات أعربت عن عدم رضاها من إستثناء جمعية القضاة من التكريم مؤكدة أن التكريم تمّ على أساس الموالاة والمحاباة و"الصحوبة". ويشار إلى أنّ رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي تولى تكريم كلّ من سهام بن سدرين وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وسعيدة العكرمي رئيسة الجمعية التونسية لمساندة المساجين السياسيين وعدد من الحقوقيين الأجانب.