في الوقت الذي احتدت فيه الازمة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة المؤقتة تسعى عديد الاطراف الى مد جسور التواصل من أجل ايجاد ارضية للحوار تجنبا للاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد الخميس المقبل وحبس أنفاس التونسيين بكل اتجاهاتهم الفكرية والسياسية حيث عادت بهم الذاكرة الى اضراب 26 جانفي 1978 الذي كان يوما أسود في تاريخ البلاد . وفي ظل مسابقة الزمن من اجل تجنب السيناريو المرعب دعا السيد احمد المستيري احد اطراف مبادرة الوساطة بين الاتحاد وحكومة "الترويكا" التي تقودها حركة النهضة الى ضرورة التحلي بالحكمة والتروي ووضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات والغايات السياسية والحزبية في ظل حالة التوتر والازمة التي تمر بها البلاد. ورغم حرصه على التكتم الشديد ورفضه للحوارات الصحفية لحساسية الظرف الراهن الذي يستدعي تضافر جهود جميع الاطراف والمكونات والحساسيات على حد تعبيره فقد أكد المستيري ل «الصباح الاسبوعي» انه تحادث مع مختلف الاطراف قصد التوصل الى التهدئة في هذا الوقت بالذات الذي يحتاج من الجميع التعقل بعيدا عن التجاذبات والصراعات واضاف انه «لا حل اليوم دون الحوار مهما كانت تطورات الازمة الحالية باعتباره المخرج الوحيد للوضع الذي يطغى عليه التوتر والاحتقان بما يهدد البلاد على جميع المستويات ". وحول مدى تفاؤله بخروج البلاد من حالة الاحتقان قال المستيري "رغم اني لست متفائلا على المدى القريب فاني لن أكون الا متفائلا على المدى المتوسط والبعيد وهذا ما يمكنني قوله في الوقت الراهن الذي أدعو فيه بشدة كل الاطراف الى التحلي بالوطنية والمسؤولية ولن اضيف أكثر"