قال محمد الأمين الشخاري وزير الصناعة إن موضوع الغاز الصخري أريد منه أن يكون منذ البداية موضوعا سياسيا بامتياز.. إذ تعالت الأصوات رافضة للاستثمار في هذا المجال، قبل الأوان، وقبل أن تشرع الوزارة في أي برنامج في هذا الشأن، وتحدث البعض عن منح ترخيص الاستكشاف لشركة "شال" لكن هذا لم يحدث. وبين الوزير خلال جلسة نظمتها لجنة الطاقة والقطاعات الانتاجية ظهر أمس بمقر المجلس الوطني التأسيسي بباردو للاستماع له حول مسألة الغاز الصخري أن الوزارة لم تعط أية تراخيص لا مكتوبة ولا شفاهية لأي طرف.. وأكد أن شركة "شال" تقدمت كأي شركة أخرى بمطلب للاستكشاف، وقد تم النظر في مطلبها، ولم يقع الحسم فيه إلى الآن. وأضاف :"نحن متخوفون من الغاز الصخري لكن لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، وللغرض قمنا ببرنامج يتعلق بالطاقة البديلة ونبحث في موضوع الغاز الصخري ونؤكد على ضرورة تحكيم العلم قبل كل شيء ولا يمكن للحكومة أن تختار ما يضر بالبلاد".. وفي نفس السياق ذكرت مامية البنا وزير البيئة أن كل مشروع يتطلب قبل إنجازه دراسة للمؤثرات البيئية، ودعت لإجراء استشارة وطنية حول الغاز الصخري مؤكدة أن الوزارة لا تستطيع الآن أن تقول إنها مع الغاز الصخري أو ضده فالأمر على حد تأكيدها سابق لأوانه ويتطلب الحوار المعمق حوله. نواب متخوفون وخلال النقاش أبدى العديد من النواب مخاوفهم من الحفريات عن الغاز الصخري وفي المقابل أكدوا على ضرورة تطوير البحوث في هذا المجال، وطالبت النائبة سلاف القسنطيني بتطوير الطاقة الشمسية ودعت الحكومة للتحاور مع المجتمع المدني المندد بالحفر عن الغاز الصخري، وتساءلت النائبة سنية بن تومية كيف يقع الاستثمار في الغاز الصخري الذي يتطلب موارد مائية كبيرة في بلد يعاني من معضلة نقص المياه. ودعت للقيام باستفتاء حول القضية، وليس الاقتصار على استشارة وطنية. وعبر النائب محمد العلوش عن رغبته في التركيز على الأمور العلمية والابتعاد عن الشعبوية. وذكر النائب عبد القادر بن خميس أنه كان من الذين يرفضون الحفر عن الغاز الصخري لكنه اطمأن لوجود ضمانات وهي دراسة المؤثرات البيئية. وحذر النائب شكري يعيش من هذا النوع من الاستثمارات نظرا لأن الغاز الصخري يستهلك كميات كبيرة من الماء ولأن كثرة الآبار يمكن أن تضر بالبيئة وتتسبب في تفاقم التصحر. ودعا النائب عبد العزيز القطي وزير الصناعة للاطلاع على تقرير دائرة المحاسبات ومعرفة التجاوزات التي تمت سابقا في قطاع المحروقات لأن هذا مهم. واستفسر النائب سليمان هلال عن مدى الاستفادة من الدراسات التي قامت بها بلدان أخرى. "ديقاج" لنواب التأسيسي وتجدر الإشارة إلى أنه قبل انطلاق جلسة الاستماع إلى وزير الصناعة غص الشارع المطل على بوابة المجلس الوطني التأسيسي بعائلات الشهداء وجرحى الثورة الذين جاؤوا شيبا وشبابا ونساء ورجالا للاحتجاج على نواب الشعب ولمطالبتهم بالمغادرة رافعين شعار الثورة "ديقاج يا خماج" مفسرين حملهم هذا الشعار بعدم تحقيق أهداف الثورة المتمثلة أساسا في محاسبة قتلة الشهداء وفي التشغيل والتنمية العادلة بين الجهات.. ورابط بعضهم إلى وقت متأخر من مساء أمس بالمجلس لمقابلة رئيسه أو نائبته.