أعلن قيس براني مدير الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للواحات بتوزر في لقاء إعلامي انتظم صباح أمس بدار الثقافة المغاربية بن خلدون بالعاصمة عن برنامج المهرجان الذي ينطلق يوم 26 من الشهر الجاري ويتواصل إلى غاية 29 منه. وأوضح أن الدورة الرابعة والثلاثين تعد الأدنى من حيث الميزانية مقارنة بالدورات السابقة إذ لا تتجاوز الميزانية المرصودة إلى حد الآن ثمانين ألف دينار حسب تأكيده. في المقابل أكد مدير المهرجان على حرص الهيئة المديرة والجهات المساهمة في تنظيمه بما في ذلك وزارتي الثقافة والسياحة وغيرها من المؤسسات الاقتصادية التونسية على أن تكون الدورة الحالية دورة التأسيس لواقع جديد للجهة يفتح آفاقا رحبة أمام الفعل الثقافي والحركة السياحية على حد السواء لاسيما بعد الركود الذي عرفه القطاع بالجهة في الفترة الأخيرة مما أثر سلبيا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية. واعتبر نفس المتحدث أن المهرجان مناسبة لتحقيق المصالحة بين السائح التونسي أو الأجنبي وبين الصحراء من ناحية وخطوة على درب تحسين آداء المهرجان ومن ورائه الحركة الثقافية بالجهة من ناحية ثانية. ترفيه وإفادة وبيّن قيس براني أن البرنامج يجمع بين الترفيه والإفادة على نحو يكون المهرجان مناسبة للترويج للسياحة التونسية من ناحية ويشجع على زيارتها والاستثمار فيها من خلال التسويق لصورة بلادنا في أبهى تجلياتها نظرا لما يحظى به المهرجان من تغطية واهتمام اعلاميين على مستوى وطني وعالمي. وفيما يتعلق بأبرز محطات المهرجان أفاد مديره خلال نفس المناسبة أن دار بن عزوز الأثرية بتوزر ستحتضن في اليوم الأول ندوة فكرية تتمحور حول"توزر والمدن الواحية عبر التاريخ" يشارك فيها ثلة من الجامعيين والباحثين بالتعاون مع جمعية صيانة المدينة بالجهة. كما أوضح أن هذه التظاهرة تشهد مشاركة أكثر من مائة عارض من كامل ولايات الجمهورية في عديد الاختصاصات وذلك في إطار مراهنة المهرجان، بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية،على مزيد التعريف بمخزون البلاد عامة والجهة خاصة فيما يتعلق بالصناعات التقليدية والحرف الفنية والصناعات اليدوية على غرار منتوجات النخلة والنقش على الخشب والرسم على البلور وصناعة الفخار وغيرها. وقد أولت هيئة المهرجان في اختيار برامج المهرجان عناية خاصة للأطفال والتلاميذ والطلبة نظرا لتزامن التظاهرة مع العطلة المدرسية وذلك بتنظيم معرض للكتاب ومسابقات في الرقص العصري وعروض فرجوية وتنشيطية متنوعة إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية بعنوان "إعجاز الرمال وإشارة في الظلام" للفنان التشكيلي الجزائري صادق بوديار بمشاركة عصام حفا الله فضلا عن تنظيم ورشات في الرسم والمسرح وغيرها من البرامج الموجهة لهذه الشريحة. والجديد في المهرجان كما قدمه قيس برّاني يتمثل في"شوارع الفنون" وهو عبارة عن كرنفال احتفالي في الشارع استنبطه أبناء الجهة ليكون عرضا شاملا يبرز أوجه الحضارة والتاريخ والعادات والتقاليد بالجريد ليكشف من جهة أخرى ما يتميز به من تراث عريق ويتضمن أيضا موسيقى ومسرح وفنون تشكيلية وغيرها. وبالإضافة إلى العروض اليومية لفرقة الصوفية المحلية والعروض الفرجوية والتنشيطية للفروسية والفرق الفلكلورية تمت برمجة عروض كبرى للمهرجان في اطار الانفتاح على جميع الأنماط الموسيقية التي تتميز بها بلادنا وذلك من خلال السهرة الموسيقية بعنوان"ألوان تونسية" لمجموعة مراد الصقلي بالمركب الثقافي والسياحي الشاق واق بالجهة المبرمجة في سهرة اليوم الأول للمهرجان. ليكون العرض الثاني خاص بالأركستر السمفوني التونسي الذي اعتبره مدير المهرجان من أضخم العروض والذي قدرت تكلفته بعشرين ألف دينار. فيما يحتضن أحد الفضاءات السياحية عرضا موسيقيا من تركيا في السهرة الثانية أما في سهرة اليوم الثالث فتحييها مجموعات موسيقية من كل من الجزائر ومصر وتركيا. ليكون العرض الختامي الذي أخرجه خصيصا للمهرجان المسرحي جلال الساكر تحت عنوان"ولا بد للشعب أن يعبر" ليكون في شكل احتفالية ضخمة تبرز أهم ما يتميز به الجريد في مستوى الشكل وتكشف في أبعادها دعوة ضمنية لكل التونسيين ليعملوا على إخراج تونس من الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها حاليا والالتفاف حولها من خلال إرساء مركبتها على شاطئ الأمان. كما سيكون الفن السابع حاضرا في برمجة المهرجان الدولي للواحات بتوزر في دورته الحالية وذلك من خلال اختيار إثنين من أبرز الأشرطة السينمائية التي شدت الإنتباه في المدة الأخيرة. الفيلم الأول"يلعن بو الفسفاط" للمخرج سامي التليلي والفيلم الثاني"مملكة النمل" لشوقي الماجري.