بقلم : بولبابة سالم - مرّة أخرى تثبت بعض الأحزاب السياسية نفاقها و انتهازيتها و أنّها لا تبحث سوى عن مصالحها الضيقة و أهدافها الآنية ليكون السقوط مدوّيا وتخسر ثقة التونسيين الذين لا تنطلي عليهم شعاراتهم الكاذبة و الرنّانة. لقد استشهد أنيس الجلاصي وهو عريف بالحرس الوطني وهو يدافع عن التراب الوطني في الجبال الوعرة بالقصرين في أشرف معركة ضدّ أعداء الوطن والشعب من الفلول الإرهابية و الإجرامية لينعم أبناء وطنه بالأمن , ما قام به أنيس الجلاصي هي الوطنية الحقيقية و ليست الشعارات الفارغة و الجمل الإنشائية التي صرنا نسمعها في كل المنابر الإعلامية و الكثير منهم أصبحوا ثوّارا يوم 15 جانفي . كنا نتوقع أن تصبح القصرين محجّا لكل الشخصيات و الأحزاب السياسية فقد حضر رئيس الجمهورية ووزير الداخلية و بعض الكوادر الأمنية و العسكرية لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد حيث اطّلعوا على الظروف القاسية التي تعيشها عائلته و الفقر الذي يخيّم على منطقة بوشبكة , وهي رسالة قوية تؤكّد من جديد أن تلك المناطق من الوطن العزيز و رغم فقرها لا تتوانى عن الدفاع عن حرمة التراب الوطني في الوقت الذي يكثر الجدل و النقاش البيزنطي بين النخب التي تعيش في الأبراج العاجية في قضايا لم تكن من استحقاقات الثورة .إنها نخب العار و الثورة المضادة التي تحوّلت من البندير إلى التنبير بعد أن فاتها قطار الثورة . عند وفاة المرحوم لطفي نقض في تطاوين تداعى الجميع إلى تلك المدينة وتسابقت بعض الأحزاب السياسية في الوصول. وتحوّلت وسائل الإعلام إلى بوق دعاية لحزب نداء تونس و عوض التنديد بالقتل كجريمة حضرت الإنتهازية السياسية و دموع التماسيح و كثر النفاق و أصبح بعض ممثلي الأحزاب يهاتفون الإذاعات من سياراتهم للتأكيد على أنّهم في الطريق إلى تطاوين, لو كان التعامل بالمثل مع استشهاد أنيس الجلاصي لصدّقناهم و لكنّهم أثبتوا لنا وهي ليست المرة الأولى أنّهم بلا ضمير ولا يملكون الحد الأدنى من الحس الوطني و آخر همّهم هو الوطن و قضاياه المصيرية وهل هناك أشرف من الدفاع عن الوطن بالسلاح كقضية مصيرية تهون من أجلها الأنفس وهم الذين يرددون صباحا مساء كذبا و بهتانا " نموت نموت و يحي الوطن " , نعم , رجال الأمن الشرفاء و طلائع الجيش الوطني المرابطون على الحدود بحثا عن الخلايا الإرهابية أشرف من تنظيراتكم السّمجة يا من استوطنتم التلفزات و الإذاعات .