تواصلت فعاليات المهرجان الدولي للواحات في دورته 34 إلى غاية 29 ديسمبر المنقضي تحت شعار:"موروث الواحات في خدمة السياحة الصحراوية" وتعد هذه التظاهرة من أهم المحطات الثقافية الدولية الشتوية ورافدا من روافد تنمية السياحة الثقافية حيث افتتحت هذه الدورة يوم الأربعاء 26 من الشهر المنقضي بندوة فكرية تمحورت حول توزر والمدن الواحية عبر التاريخ بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين الذين تناولوا مختلف المحاور التاريخية في بلاد الجريد وتطرقوا إلى مختلف الحضارات التي تعاقبت على الجهة حيث تطرق مراد الشتوي محافظ التراث بتوزر في مداخلته التي جزأها إلى جزءين إلى تاريخ الجريد عبر العصور بالإضافة إلى التعريف بأهم المواقع الأثرية التي تميز المدينة وشكل تاريخ الخط العربي بالجريد محور بحث الأستاذ خالد كشير وجاء فيها أن في معاينة لشاهد عيان وهو ابن خلدون في القرن الرابع عشر الذي تحدث عن دور الخط العربي في بلاد الجريد وأكد أنها المنطقة الوحيدة التي بقي فيها بقايا هذا النوع من الخط حيث واجه تأثيرات أخرى لانواع عديدة من الخطوط بما فيها الخط الأندلسي، وتعرض الباحث بالجامعة التونسية محمد الناصر الصديقي إلى التراث الشفوي في البعد الديني وهو في واقع الأمر صوفي في المخيال الجريدي عامة وفي مدينة توزر بالخصوص ومجال التاريخ في بلاد الجريد لا تنتهي فتوزر فسرها البعض بأنها:" توا..زر".. 5 آلاف عنوان في معرض الكتاب وتم على هامش الدورة الجديدة للمهرجان الدولي للواحات تنظيم عديد التظاهرات الفكرية والثقافية الترفيهية إلى جانب معرض للكتاب احتوى على أكثر من5 آلاف عنوان من أمهات الكتب والكتب الدينية والمدرسية وكتب الاطفال بيعت بتخفيضات هامة مما جعله يسجل إقبالا كبيرا على مختلف أروقته. كما تواصل الإقبال على معرض الفن التشكيلي ومع الفنان رازي الرويسي الذي قدم لوحات تخلد في ذاكرة الزائر لمدينة توزر سيرة الشابي من خلال أكثر من 50 لوحة وكل لوحة تحمل بيت شعر لشاعر تونس الخالد. وتضمنت السهرات الفنية والموسيقية عديد العروض ومنها عرض لفرقة مصرية صعيدية تجاوب معها أوفياء المهرجان وتم الغاء سهرة مجموعة مراد الصقلي رغم حضورها بتوزر لعدم تهيئة الفضاء المناسب لهذا العرض وغابت الفرقة التركية عن هذه الدورة لتحل محلها فرقة تونسية بلجيكية أحيت سهرة فنية شبابية. ويوم السبت 29 ديسمبر أسدل الستار على دورة 2012 التي لامست حدود النجاح حيث تم خلال الحفل الاختتامي تنظيم استعراض ضخم واحتلت هذه الفقرات المنزلة اللائقة بها وقد استقطبت آلاف الجماهير غصت بها ساحة "السميرة" وتابعت فصولا مسرحية منسوجة برواد الفن أحيت مشاهد سحيقة من طيات التاريخ وأعلنت عراقة ربوع الجريد ودعت الشعب أن يعبر من خلال هذا العرض الذي ضم أكثر من50 لوحة أرادت من خلاله إدارة المهرجان الدعوة للمصالحة والالتفاف نحو تونس من جديد بعد الثورة المجيدة عروضا ملحمية جسدت حضارة الجريد وبعثت برسالة عبرت من خلالها عن الوضع الأمني والسياسي لكل زائري بلاد الجريد حتى يعودوا إليها من جديد ويساهموا في انتعاشة السياحة الثقافية باعتبارهم جزءا من المشهد الثقافي ومع تفاوت وتيرة الاحتفال دقت ساعة الغروب لتسدل الستار على فعاليات هذا المهرجان فكانت النهاية في حلاوة دقلة نور وأي نهاية؟؟