قسم طب وجراحة العيون بالمستشفى الجامعي بدر الدين العلوي بالقصرين سينطلق قريبًا في تأمين عمليات زرع القرنية (رئيس القسم)    صفاقس: توفر إجمالي 83 ألف أضحية بالجهة خلال الموسم الحالي    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    "نائبة بالبرلمان تحرّض ضد الاعلامي زهير الجيس": نقابة الصحفيين تردّ.. #خبر_عاجل    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإذاعة تحولت من صوت الحزب الواحد سابقا إلى "إذاعة المدير" اليوم!
منشطون ونقابيون
نشر في الصباح يوم 07 - 01 - 2013

اعداد: محمد صالح الربعاوي - مثلت تصريحات المدير السابق للاذاعة الثقافية جمال الزرن بشأن تدخل الرئيس المدير العام للاذاعة في الخط التحريري وتكريسه ممارسات «كتابة التقارير» التي خلنا اننا طوينا صفحتها مع النظام البائد
قنبلة مدوية تناثرت شظاياها خارج أسوار المؤسسة بما يمثل مخاطر حقيقية تهدد حرية الراي والتعبير. وازدادت التساؤلات أكثر مع تعدد الاتهامات وتفرعها لتشمل جوانب مختلفة دفعتنا الى التطرق اليها بحثا عن الحقيقة من خلال حديثنا مع عديد الاطراف.
وفي الوقت الذي كشف فيه المدير السابق للاذاعة الثقافية جمال الزرن ان المدير العام للاذاعة طلب منه تقريرا بشأن المنشط سفيان العرفاوي وقبله مختار الخلفاوي حول ما قدمه ضمن حصة «الآن هنا» التي تطرق خلالها للتعليم الديني اكد ان هذه التجاوزات تذكره بممارسات بداية التسعينات اثناء التراجع عن الحريات. واضاف ان الضغوطات وهذه الاساليب دفعته الى الاستقالة لان الاذاعة تحولت من اذاعة الحزب الواحد الى اذاعة «المدير» على حدّ تعبيره باعتبار ان كل السلطات في يد الرئيس المدير العام الذي يريد ان يكيّف كل شيء مهما كان بسيطا على مزاجه.
واعتبر الزرن ان ما يحصل داخل الاذاعة يمثل ناقوس خطر بأتمّ معنى الكلمة لانه لا يعقل العودة الى أسلوب الغربلة بتعلة المصلحة الوطنية في ظل تساؤل منطقي عمّن يحدد هذه الاعتبارات في مسألة مركبة ومعقدة تؤثر على حرية الرأي والتعبير -التي لا يمكن التضحية بها تحت أسلوب «فك علينا»-.. ومصلحة الاستثمار وغيرها من المسائل.
وشدد الزرن على ان حرية التعبير هي وديعة لا بدّ من المحافظة عليها وتركها للاجيال القادمة مما يستدعي خطوات عاجلة لتطوير الاعلام العمومي الذي يشغل 70 بالمائة من العاملين في القطاع. وتابع قائلا «كان من المفروض ان يخصص المجلس التاسيسي لجنة استماع شهرية للمنتمين إلى القطاع للتوصل الى حلول تمكن من تطوير الاعلام العمومي الذي لا يجب بأيّة حال من الاحوال ان ينفرد بملفه أي شخص مع ضرورة اعادة هيكلة الاعلام العمومي لانه لا يعقل ان يكون الصحفيون غير ممثلين في مجلس الادارة للاذاعة».
سفيان العرفاوي (الإذاعة الثقافية): نرفض ترهيب الصحفيين بالوسائل الزجرية
وحول الحيثيات التي حفت بطلب الرئيس المدير العام للمؤسسة من المدير السابق للاذاعة جمال الزرن باستجوابه كشف المنشط سفيان العرفاوي انه تناول موضوع تقهقر تونس في ترتيب منظمة الشفافية ضمن حصة «الملف «الأسبوعي» ذات الطابع الاستقصائي التي تبث مباشرة كل يوم أحد من منتصف النهار الى الساعة الثانية حيث تمت استضافة مدير الديوان المعتمد لدى رئيس الحكومة المكلف بالحوكمة ومقاومة الفساد وممثل عن الجمعية التونسية للمراقبين العموميين. واستطرد العرفاوي موضحا تفاصيل وجزئيات العبارات التي «استفزت» المدير العام واعتبرها «مسا» وتجاوزا يستوجب «الاستجواب» والعقاب ان لزم الامر «كان الحوار هادئا وفي آخر لحظات البرنامج سألت عضو الجمعية -وهو عضو مراقب في هيئة الرقابة العمومية هل هناك ملفات قد وصلتكم في شأن الاذاعة التونسية؟ فردّ علي قائلا «قمنا بآخر مراقبة سنة 2002.. وان هيئات الرقابة العمومية لا تتحرك الا باذن من رئيس الحكومة وفي ذلك تقييد وعدم مرونة لمراقبة المصالح العمومية».. وانهيت كلامي معه بالقول «مرحبا بكم في مؤسسة الاذاعة التونسية التي هي مؤسسة فيها فساد شأنها شأن بقية المؤسسات» دون تحديد أيّ حقبة أو شخص.
وبعد يوم واحد من الحصة طلب المدير العام من السيد جمال الزرن استجوابي حول المسألة قائلا له «نحن ما عناش فساد» وبعد ان اعاد الاستماع على الحصة قال له «ان ما قاله العرفاوي لا يستدعي استجوابه» ثم اقترح عليه حصة تفاعلية مع المواطن حول الفساد لكن المدير العام مارس عليه ضغوطات كبيرة وطلب منه استجوابي ثم تقديم تقرير قد يتبعه قرار إحالتي على مجلس التأديب.
وشدد العرفاوي على ان ادارة المؤسسة تحاول تكميم افواه الصحافيين وترهيبهم من خلال استعمال الوسائل الزجرية ومعاقبة الصحفي على رأيه ومحاولة اجتثاث أي رأي مخالف فيه بوادر حرية واستقلالية في طرح المواضيع مما يدعو الى تكاتف مجهودات المنشطين والصحفيين في مرتبة أولى ونقابة واداريين في مرحلة ثانية من اولئك الذين لم تلوث اياديهم والنزهاء لمحاولة انقاذ ذلك الشعار الذي ترفعه الاذاعة الوطنية الان وهو «الاذاعة صوتكم الذي حررتموه".
وليد التليلي (الإذاعة الوطنية :( أصبحنا "خماسة" في "سانية" الإذاعة
وفي ظل حديث البعض عن أسلوب الاقصاء الذي سلط على بعض الاسماء أوضح المنشط وليد التليلي ان المشكلة الحقيقية داخل الاذاعة تكمن في غياب ارضية تفاهم أصلا لانه ليس هناك أدنى حوار بل هناك باب مغلق وهناك رئيس مدير عام يتصرف في الاشياء كما يحلو له دون رقيب.
وأشار التليلي الى ان اقصاءه من التنشيط يستند الى مجرد قرار «في الهواء اتخذ في الكولوار» من الرئيس المدير العام للمؤسسة بدعوى انه رئيس مصلحة ولا يمكنه تنشيط البرامج وهو ما اعتبره مظلمة صارخة لانه من غير المنطقي والمشروع ان يسري هذا القرار ان صحّ التعبير على بعض الاسماء ويغض بشأنه عن أسماء أخرى. وأضاف «..أنا وعزالدين بن محمود ويسر الحزقي أرسلنا له وثيقة رسمية أبدينا له من خلالها عن استعدادنا للتخلي عن وظيفتنا الادارية «رئاسة مصلحة» اذا كانت حاجزا لممارسة عملنا التنشيطي.. اريد ان اعرف ماذا ربحت الاذاعة بهذه القرارات الارتجالية؟.. لقد خسرنا 400 ألف مستمع في اليوم لتسجل الاذاعة تراجعا كبيرا بعد ان كانت في المرتبة الثانية ب750 ألف مستمع يوميا بعد اذاعة موزاييك لما كونا مجلس تحرير أعطى ثماره بشكل غير مسبوق حيث تغيّر وجه الاذاعة بعد ان كانت في آخر الترتيب».
وأكد التليلي ان الرئيس المدير العام للمؤسسة لا يفكر بمنطق الجودة والنجاعة وانما بمنطق الانتقام وتصفية الحسابات الشخصية ليقصي من يريد دون أيّ وجه قانوني وهي تصرفات غير مفهومة ولا وجود لأيّ مبرر لها على حدّ تعبيره. وتابع قائلا «جولة ببهو الاذاعة كافية لتعكس لك مدى اليأس والإحباط الذي يشعر به اليوم ابناء المؤسسة».
وشدّد التليلي على ان المطلوب اليوم معجزة لتطوير المؤسسة والنهوض بها باعتبار انه لا يمكن الاصلاح بتاتا بنفس طريقة التعامل ومنطق الظلم شمل الاداريين واعوان الخزينة وغيرهم. واستطرد «رغم اننا لم نحتجّ على تعيين محمد المدّب على رأس الاذاعة واعتبرناه ابن المؤسسة ورحبنا به لكنه منذ الاسبوع الاول بدأ «يفتق في الناس من بعضهم».. المشاكل اليوم في كل الاذاعات بل ان بعض مديري الاذاعات الذين عينهم استقالوا بسبب تجاوزاته.. والاخطر هو منطق «التخويف» الذي يتبعه من خلال «ضرب» بعض الاسماء وهو اسلوب خلنا اننا ودعناه مع النظام السابق.. والغريب ان الحكومة على علم بما يحصل حيث تحدثنا في المسألة مع عديد الوزراء ولا أحد حرك ساكنا وهو ما يطرح فعلا عديد التساؤلات».
بشير الصغاري (إذاعة الشباب): استقلت لرفضي التدخل في مهامي
ومن جهته اعتبر بشير الصغاري المدير السابق لاذاعة المنستير انه اضطر إلى تقديم استقالته امام عدم وجود ارضية تفاهم مع الرئيس المدير العام للمؤسسة الذي كان يتدخل في عمله. وتابع «حصلت بيني وبينه عديد المناوشات عبر الهاتف بسبب سؤال كثيرا ما كان يردده «علاش باش تحكو اليوم في الموضوع الفلاني» وحاول منع بث بعض الفقرات بدعوى انها لا تهمّ المستمع ولا تفيده مثل مشكلة بثينة قويعة.. لما أعادت عواطف الجبالي - التي جمدها جميل بن علي- الى العمل وفق مذكرة، احتجّ عليّ وقال لي حرفيا «هذه القرارات ليست من مهامك» وهنا رددت عليه «ان الفريقو مشى مع بن علي».. ولما ارادوا طرد عامر بوعزة بعد 30 سنة من العمل قلت له ان هذا القرار غير مرحب به داخل المؤسسة قال لي «هذا شأن لا يخصك».. بل انه صدمني في إحدى المناسبات بقوله «عندي أشكون وكل شيء في الاذاعة يوصلني» وهو يقصد «الصبابة» وهي اساليب أتعس مما تعوّد عليه النظام السابق أعاقت عملي وكبلت جهودي في تطوير الاذاعة».
وواصل الصغاري حديثه قائلا «مع تراكم المشاكل اضطررت الى تقديم استقالتي وانتقاما وتشفيا مني اتخذ قرار نقلتي تعسفيا الى الاذاعة الثقافية مما دفعني الى الاتصال بالكاتب العام للاذاعة وقلت اذا لم يتراجع الرئيس المدير العام في قرار نقلتي التعسفية فاني سأفتح عليه أبواب البلاء لاني سجلت كل المكالمات الهاتفية التي جمعتني به. وأمام خشيته من كشف بعض المسائل اتصل بي الكاتب العام مرة ثانية في المساء واكد لي ان المدّب تراجع بشأن قرار نقلتي.. صراحة، إن في اسلوبه غطرسة وتعاليا وهو ما اثر على الاجواء داخل الاذاعة".
الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية: ناقوس الخطر دقّ
واعتبر الهادي الطرشوني الكاتب العام المساعد للنقابة الاساسية للاذاعة التونسية ان تصريحات مدير الاذاعة الثقافية السابق جمال الزرن حملت حقائق خطيرة ان صحت تمثل ناقوس خطر يهدد مستقبل المؤسسة بعد ان خلنا اننا طوينا صفحة العهد البائد وتخلصنا من أساليب الضغوطات وكتابة التقارير مما يثبت تدخل الادارة في الخط التحريري. واضاف «نحن كنقابة اساسية نرفض كل اشكال الضغوطات وندعو الجميع الى التحلي بالمهنية والحرفية الصحفية بعيدا عن التجاوزات من اجل انقاذ المؤسسة. وسندعو في الايام القليلة القادمة الى جلسة مع المدير العام لطرح الاشكاليات المطروحة وعلى ضوء الجلسة سندرس تحركاتنا القادمة».
ودعا الطرشوني الى ضرورة الاسراع في تفعيل المراسيم والاعلان عن الهيئة العليا للاعلام بما من شانه تنظيم القطاع أكثر وتجنب مختلف الممارسات والتهديدات والمخاطر وضرورة فصل الادارة كليا عن التحرير. مبديا استغرابه من تولي جميل بن علي مديرا للاتصال ورئيس تحرير لمجلة الاذاعة بما يمثل تداخلا على حدّ تعبيره.

الرئيس المدير العام للإذاعة محمد المدب :ناصبوني العداء لأني حاربت عقلية "رزق البيليك"
ما يوجه إليّ من اتهامات مجرد مغالطات
التزاما بالمهنية وما تتطلبه الحرفية من ضرورة التطرق الى الموضوع من أطرافه المختلفة كان لا بدّ من طرح مختلف التساؤلات على الرئيس المدير العام للاذاعة محمد المدّب الذي لم يتسنّ لي الحديث معه في البداية لانشغاله باجتماع على حدّ تعبير سكرتيرته لكنه اتصل بي هاتفيا بعد ساعة تقريبا. ولئن أبدى في البداية عدم استعداده للحديث والخوض في مسائل تتعلق ببعض الاتهامات الموجهة اليه لرفضه الردّ تجنبا الدخول في مهاترات فانه قبل بعد ذلك توضيح عديد الاستفهامات ووضع النقاط على الحروف بشأن عديد التساؤلات.
وحول مدى صحة ما كشفه مؤخرا جمال الزرن بانه طالبه ب»تقارير» بشأن بعض الصحفيين كذب المدّب ذلك معتبرا ان ما صرح به الزرن لا علاقة له بالحقيقة ولا يمت للواقع بصلة و»ما ثماش منها الحكاية» على حدّ تعبيره. ولئن شدد على عدم تدخله في الخط التحريري وتورطه في «الصنصرة» انطلاقا من قناعاته الراسخة بحرية الرأي والتعبير فانه أبدى رفضه لتوظيف «الميكرو» واضاف «من غير المعقول ان يقول المنشط «ثمة فساد وفساد خطير واتحمل مسؤوليتي في ذلك».. كان عليه ان «ينوّر» الادارة حتى يمكن لها اصلاح ما يمكن اصلاحه.. وعليه ان يقدم الملفات الى القضاء".
وردا على ما ذكره بشير الصغاري قال المدّب «الصغاري استقال لاسباب شخصية ولاسباب مادية لانها لم تتناسب مع طموحاته.. ولم يحصل اني تدخلت في عمله باستثناء مناسبة وحيدة حيث طلب مني التدخل هاتفيا في مشكلة بثينة قويعة لكني قلت له ان هذه المسألة لا تهمّ القارئ ولا تفيده وكل مازاد عن ذلك هو مجرد اتهامات لا اساس لها.
وحول اقصائه لوليد التليلي من التنشيط بحجة وظيفته الادارية قال «وليد في منظومة الاذاعة هو موجود في وحدة الاتصال 'رئيس مصلحة' وله وظيفة ادارية وقد استدعيته الى مكتبي وعرضت عليه رئاسة تحرير مجلة الاذاعة لكنه كانت له شروط مادية.. وشخصيا اصدرت مذكرة تنص على منع العمل التنشيطي بالنسبة لاصحاب الوظائف الادارية الا بعد التوقيت الاداري مع ترخيص في الغرض اذا حصل نقصا بطبيعة الحال»..
قلت له «لكن كل الذين تحدثنا معهم انتقدوا غطرستك وتعاليك ورفضك للحوار فما حقيقة ذلك خاصة انها ممارسات لا يمكن ان تفضي الى نجاح المؤسسة؟ فردّ قائلا «بابي مستحيل مسكر.. الشاوش يقابلني.. الناس الكل تحكي معاي.. أتعامل ببشاشة والجميع يسلمون عليّ في «الكولوارات».. بعض الاعوان وعاملات النظافة قدموا لي باقة ورود مما يعكس محبة الناس لي.. ومن يدعي عكس ذلك فهو يغالط الراي العام».
وحول الانتقادات التي وجهت اليه بشأن الضغوطات التي يمارسها داخل المؤسسة قال المدّب «لا وجود لأيّة ضغوطات الا في خيال البعض لان الصحفيين يعملون في كنف الحرية وانا أتحدّى من يقول اني تدخلت في الخط التحريري». وعن الاسلوب الانتقامي الذي يتبعه وفقا لما صرح به لنا بعض المنتمين للمؤسسة ذكر انها مجرد اتهامات مردودة على اصحابها وما اعتبره البعض انتقاما هو اعادة توزيع للمهام لاني وجدت فوضى كبيرة داخل المؤسسة ولا وجود لاغراض شخصية كما ادّعى البعض».
وحول موجة استقالات بعض مديري الإذاعات قال «بالنسبة لجمال الزرن تخليت عن خدماته وانهيت عملية الحاقه.. مالك الرياحي له ظروف شخصية «ما تتحكاش» والبشير الصغاري الوحيد الذي استقال لان وضعيته المادية لم تتناسب مع طموحاته".
سألته لكن جمال الزرن قال ان الاذاعة تحولت من اذاعة الحزب الواحد الى اذاعة «المدير» فردّ «لماذا انتظر الزرن فترة اقالته ليصرح بهذا الكلام؟.. لماذا لم يكشف ذلك في وقت سابق؟.. انه كلام فيه مغالطات وافتعال".
قلت له لكن اداء الاذاعة تراجع والدليل انها خسرت 400 الف مستمع يوميا.. فأجاب «بالنسبة للاذاعة الثقافية تراجع مردودها منذ اشراف جمال الزرن عليها حيث اصبحت نسبة الاستماع اليها 1 بالمائة.. وأريد التاكيد هنا على ان الاذاعة التونسية تحتل المرتبة الاولى ثم تاتي بعدها موزاييك اما الاذاعة الوطنية فهي في المرتبة الرابعة.. الخط التحريري للاعلام العمومي محدد عكس الاعلام الخاص الذي يمكن ان يتغير في كل لحظة ونحن حريصون على استقلالية خطنا التحريري «لا يمين ولا يسار».. للاسف البعض مازالت نظرتهم للاذاعة لم تتغير فهم يعتقدون انها تميل للدكتاتورية ومازالت تكرس مصالح الحزب الحاكم في حين ان خطنا الوحيد هو المستمع والمهنية".
وحول مدى تفاؤله بمستقبل المؤسسة شدّد المدّب على انه يعمل من اجل التطوير والتحسين واضاف «ما زاد في تفاؤلي اكثر الاجواء المتميزة التي لمستها باذاعتي المنستير وصفاقس اثناء تنصيبي للمديرين الجدد لكنهم نصبوا لي العداء لاني حاربت عقلية "رزق البيليك"...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.