حتى لا تندثر الاذاعة أمام وسائل الاتصال الحديثة لابدّ من التفكير في نمط حديث للبث الاذاعي يتمثل في اعتماد تقنية الواب كام والتفكير في مفهوم الاذاعة المصوّرة... هذا أبرز ما جاء في الندوة الدولية لمهرجان الاذاعة والتليفزيون صباح أمس الاول بمقر اتحاد اذاعات الدول العربية. «الإذاعة عام 2020» هو عنوان الندوة الخاصة بالدورة ال 15 من المهرجان الدولي للاذاعة والتليفزيون والذي يختتم اليوم بأحد النزل بضاحية قمرت. وأثث الندوة مجموعة من الأساتذة والمختصين في الحقل الاعلامي التونسي والعربي.
استراتيجيات جديدة
وفي مداخلته تحدّث الدكتور جمال الزرن من تونس عن علاقة الاذاعة باستراتيجيات الاعلام وعن سطوة التلفزيون على المشهد الاعلامي وهو ما استوجب اعادة التفكير في مستقبل الاذاعة وفي صيانة الرأي العام حتى يتم إحداث توازن جديد مع بيئة الرقمنة حسب قراءته.
وحول مستقبل الاذاعة سنة 2020 يقول الزرن إنها ستكون موجهة للمواضيع البيئية مع اختلال التوازن البيئي ومع نهاية القطبية الأمريكية ومزيد من الحروب وصراع الأقليات وكثرة الفقر والتهميش ومسألة توزيع الثورة والعدالة الانتقالية... كل هذه المتغيرات يقول الزرن ستتحكم في توجه الاذاعة سنة 2020 مع ظهور مشهد اتصالي جديد يتمتع بنهاية هرمية الإذاعة وتحوّلها الى الشبكية.
وعلى المستوى القانوني يضيف جمال الزرن انه لا يوجد قانون ينظم الاذاعة وهو ما سيؤدي الى الدخول في التعديل المزدوج وخروج الاذاعة من جبّة الدولة. كما ان عملية الاقصاء المتعمدة التي تعيشها الاذاعات العربية يقول الزرن هي خطر على تشكّر المجال العمومي مؤكدا ان العلاقة بين الجمهور والإذاعة سوف تتغيّر ولن تؤثر عليها وسائل الاتصال الحديثة.
التحديات في المشهد الاعلامي
وحول التحديات الراهنة في المشهد الاعلامي العربي قدّم الأستاذ عوض هاشم من مصر مداخلته التي ركّز فيها عن تغيّر نظريات التلقي في إطار دراسات جمهور وسائل الاعلام في ظل الطفرة التكنولوجية في مجال الاتصالات والمعلومات وأثرها على المشهد السمعي البصري.
وأكد على ضرورة استشراف المهارات المهنية والثقافية اللازمة لإذاعيي المستقبل عام 2020 في ظل بروز الأطر البرامجية الجديدة ذات البعد التفاعلي والتشاركي وحتمية حدوث طفرة تدريبية في المؤسسات الاعلامية العربية الراهنة لمواجهة المتغيّرات المتلاحقة على مستوى المعالجة المهنية والتقنية. كما حرص الأستاذ عوض هاشم على ضرورة إدماج الإذاعي في ثقافة العصر وأن يكون دوره دور المنشط والموجه والمؤطر لعملية الاتصال من خلال تصميم الرسالة ومتابعة تدفقها في النقاط الاتصالية.
صاحب المداخلة تحدث أيضا عن بعض المحطات الإذاعية العربية التي اندثرت وماتت على حدّ تعبيره لأنها توخت أسلوب التقليد بدل من توليد الإبداع وهذا ما يستوجب التدخل السريع لإنقاذ الإذاعة ومن ذلك ضرورة امتلاك أدوات المهنية الإذاعية تبعا للشروط الجديرة إلى جانب حتمية تكوين الإعلامي من الجامعة والتدريب المستمر داخل المحطات وإتقان مهارات اللغة العربية والإلقاء حسب تصريح عوض هاشم.
الحل في الإذاعة المصورة
وحتى تحافظ الإذاعة على مكانتها بنسبة 2020 قدم المتدخلون مجموعة من الحلول ومن ذلك يقول وكيل الوزارة المساعد للشؤون الإذاعية بدولة الكويت السيد يوسف مصطفى أنه لا بد من تشجيع الشباب على الإنتاج الإذاعي خاصة وان الإذاعة تعد خط الدفاع الأوّلي لتحصين مجتمعاتنا من سيطرة العولمة، حسب رأيه.
في حين تطرق الاعلامي والاستاذ الجامعي ناجح الميساوي الى جانب لم يتم طرحه في الندوة وهو الخطر الحقيقي المحدق بالاذاعة في ظل تغوّل التلفزيون وهنا يقول صاحب الفكرة انه لابد من التفكير في نمط جديد للبث الإذاعي يتثمل في اعتماد تقنية الواب كام وهو ما تفطنت اليه الاذاعات الخاصة حسب رأيه بينما بقيت الاذاعات العمومية رهينة نمط تقليدي في أدائها الاعلامي لذلك يقول الميساوي لابد من التفكير في مفهوم الاذاعة المصورة التي تنقل الى المستمع صورة حية عن العمل الاذاعي تلفزيا ويكون ذلك باعتماد تقنيات البث الفضائي عبر الأقمار الصناعية وبالتالي يمكن تحويل المشهد السمعي الى بصري.