الزعيري.. العكروت.. المليتي.. الحاج مسعود.. حمام والسيفي وآخرون مرّوا ب"الحديقة أ "عرفت تشكيلة النادي الافريقي لكرة القدم على مدى المواسم الماضية تحولات وتغييرات بالجملة انتدبت خلالها الهيئات المتعاقبة عديد اللاعبين وصعد من اصنافها عديد اللاعبين. ومرّ على الفريق في تلك المواسم مجموعة من اللاعبين ولكن يبقى موسما 2011 و2012 الاكثر إثارة حيث شهدا عند نهايتهما ملفات ساخنة تميّز فيها ركائز الفريق في تلك المواسم بالمساومة والمماطلة لربح الوقت والخروج من الفريق بعد نهاية عقودهم من اجل الاحتراف بالخارج والاحتفاظ بالمبلغ الجملي للصفقة لحسابهم الخاص فقد كان لكل لاعب طريقته في الخروج واسلوبه في المراوغة حتى نهاية عقده فهذا قد اتبع اسلوب التمرد والآخر اعلن العصيان وبالغ في تعداد طلباته وفرض شروطه وكان يدرك جيدا ان الهيئة لن ترضخ لذلك ويعلم مسبقا انها لن تستجيب لشروطه.. وبذلك يكون من حقه الخروج الى الوجهة التي حددها مسبقا دون لوم أو عتاب. الاحصائيات تقول ان الهيئات المتعاقبة أخلت عديد اللاعبين سواء كانوا من ابناء النادي الصاعدين او من المنتدبين سابقا فقد سرحت بالبيع او الاعارة في موسم 2011 كل من الليبي احمد سعد وخالد الزعيري وأمير العكروت وخالد المليتي وأمير الحاج مسعود وحلمي حمام وهشام السيفي وصبري لونيس وانيس بن عمر وعبد المنعم الدربالي. كما أنها وافقت على تسريح خالد السويسي الى فريق فرنسي (ثم عاد للافريقي) وكريم العواضي الى البطولة الالمانية (قبل الالتحاق بالترجي).. وباعت وسام يحيى الى فريق ميرلسن التركي وتخلت عن نور حضرية لفائدة النادي البنزرتي. أما في موسم 2012 فقد سرحت هيئة الافريقي حمزة المسعدي واسكندر الشيخ وايمن بن ايوب (التحق بالنجم) ومهدي الرصايصي وشاكر الرقيعي وغاري ايسوفو وعلاء البوسليمي وعبد القادر خشاش (التحق بالنادي الصفاقسي) وايزيكال ندواميل. واذا كانت هيئة جمال العتروس فرطت في نور حضرية للنادي البنزرتي فان اللاعب المنتدب من المستقبل الرياضي بالمرسى يوسف المويهبي بمبلغ مرتفع مقارنة باسعار اللاعبين في تلك الفترة وبعد ان اصبح نجم الفريق وله مكانة خاصة عند الاحباء والمسيرين تمرد على النادي الذي عرف معه أحلى فتراته الكروية وذاق معه طعم التتويجات.. واصبح مع بداية كل مرة يفرض شروطه قبل التجديد ويطالب بالامتيازات المالية. ويملي شروطه بل اصبح في بعض الاحيان المحرض الرئيسي على تمرّد بقية اللاعبين. ودخل في طريق اودت به الى المجهول فوجد نفسه يخوض تجربة احتراف فاشلة في الكويت عاد بعدها وبسرعة من حيث أتى وهو اليوم يعرض خدماته على بعض الفرق من جديد. خمرة الاحتراف عصفت بزهير الذوادي المنتدب من الشبيبة القيروانية، وبعد انضمامه بمواسم قليلة سطع نجمه مع النادي واصبح معبود الجماهير واللاعب المدلل والركيزة الاساسية للمنتخب الوطني ولما اشتد عوده تملكه جنون الاحتراف وسيطرت عليه فكرة اللعب في اوروبا واللعب في اعتى الفرق وصور له هاجس البروز انه قادر على منافسة عمالقة كرة القدم الاوروبية، مما اثر في نفسيته حتى اصبح عصبيا فوق الميدان شرسا مع الاخرين ومشاكسا بامتياز هذه الحالة دفعته الى اعلان العصيان والدخول مع الهيئة السابقة في شدّ وجذب ومع اقتراب تجديد عقده رفض كل المحاولات والاقتراحات وتعنت أمام تدخلات كبار النادي بل اطنب في فرض شروطه وتعمد الهروب وأخل بمواعيد الجلسات التفاوضية. وكأنه كان يخفي شيِئا ما. وما ان انتهى عقده مع النادي حتى ظهرت حقيقة إمضائه لعقد اولي مع نادي ايفيان الفرنسي ثم رحل لخوض التجربة التي انتظرها كثيرا وحلم بها اكثر وتنكر من اجلها للنادي الذي احتضته وكان سببا في بروزه وله الفضل الاول والاخير في ارتفاع أسهمه.. خرج زهير الذوادي وتحصل على المبلغ المالي كله لحسابه الخاص.. الا ان التجربة فشلت منذ البداية وتنكر له الحظ كما تنكر هو لناديه وبعد مساع عديدة ووساطات متعددة قبل بالعودة الى النادي الافريقي وقبل بالشروط التي فرضها سليم الرياحي.. الا ان الاتفاق النهائي لم يحصل بعد. ليبقى وسام يحيى الذي ولد من رحم النادي هو الاستثناء الوحيد الذي رفض كل المحادثات الجانبية قبل الاحتراف وأصرّ على أن يحفظ الحقوق المالية للنادي ويوفر له نصيبه من الصفقة. وقد حرص وسام على أن تصرف نسبة الصفقة لحساب النادي قبل ان يتحصل هو على نصيبه.. وقال وسام قبل الامضاء مع فريق ميرلسن التركي لن أنسى فضل النادي عليّ فهو الذي كونني وهو الذي عرف بي وبفضله ارتفعت أسهمي في سوق اللاعبين ومن واجبي ان أوفي له حقه المالي من الصفقة.. وكما يقول المثل المتداول عندنا: «شتان بين وليدها وربيبها».. بالإضافة الى أسامه السلامي الذي عاد للملعب التونسي.