تتغير طلبات أهالي مدينة بنقردان من إعادة فتح المعبر الحدودي برأس جدير أمام حركة التبادل التجاري وهو المطلب الذي انطلقت من اجله الاحتجاجات في بدايتها لتصبح مطالب تنموية حيث طلب المحتجون يوم أمس من خلال جلسة عقدت بساحة المعتمدية بين عدد من مكونات المجتمع المدني بمعتمد الجهة ابلاغ صوتهم لحضور وفد حكومي الى مدينة بنقردان من اجل النظر في مطالبهم والتي يعتبرونها مطالب مشروعة. اما من ناحية الاوضاع الامنية فانها لم تعرف الاستقرار، فبعد ليلة دامية شهدت المدينة وعند الساعات الاولى من صباح امس حالة من الهدوء ولكن سرعان ما عادت التجمعات بعدد من المفترقات لتتجدد الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي والذي شهد انضمام عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية إلى الاحتجاج بغلق محلاتهم مما جعل المدينة تعيش في شلل شبه كلي للحركة التجارية بالمدينة اما عن الأوضاع الأمنية فقد تواصلت على امتداد يوم امس المناوشات بين المحتجين الذين عمدوا في كل مرة الى غلق الطرق بإشعال النار في العجلات المطاطية لتجد العناصرالأمنية نفسها مجبرة على تفريقهم وفتح الطرقات باستعمال القنابل المسيلة للدموع وحتى المحاولات التي قام بها بعض الأهالي ومكونات المجتمع المدني من اجل وضع حد لهذه الوضعية التي أصبحت تنذر بالخطر بسبب تواصل الاحتجاجات وذلك بالقيام بمسيرة سلمية قادها معتمد الجهة تطالب بالتنمية الشاملة إلا ان هذه المسيرة لم يكتب لها النجاح وذلك بعد ان رفض المحتجون تواجد عدد من الأطراف المنتمية إلى أحزاب سياسية مما غير مسارها بعد ان دخلت هذه الأطراف في مناوشات مع المحتجين الذين طالبوا الأطراف الحزبية بمغادرة المسيرة حتى لا يتم تسييس تحركاتهم والتي يعتبرونها تحركات تلقائية ومطالبهم شرعية تمس كل أهالي مدينة بنقردان. ولم يكتب لهذه المسيرة النجاح بعد ان دخل الأمن على الخط وقام الاعوان برمي المحتجين بلاكريموجان لتفريقهم لتندلع بعدها اشتباكات بين المحتجين والوحدات الأمنية، ويذكر ان الأوضاع وحتى الساعات الأخيرة من مساء يوم أمس لم تعرف الاستقرار. أما من ناحية الوضع على الحدود بين تونس والشقيقة ليبيا فانه وضع مستقر وحتى حدود مساء يوم أمس فانه لم يتم فتح المعبر من الجانب التجاري كما صرح به طرف من الجانب الحكومي التونسي والليبي وكما تم تداوله من طرف بعض الوسائل الإعلامية بأنه تم فتح المعبر وان الحركة التجارية بين البلدين عادت الى سالف نشاطها، علما وان عملية توافد العائلات الليبية على الأراضي التونسية تسير طبيعيا. وقد صرح البعض منهم ل"الصباح" أنه رغم تشنج الأوضاع بمدينة بنقردان إلا انهم لم يتعرضوا لأية مضايقات بل وجدوا كل الترحيب من طرف المواطنين المتواجدين بكل المفترقات والطرقات وبدورهم يساندون مطالب أهالي بنقردان ويطالبون الحكومتين الليبية والتونسية الإسراع بفتح المعبر الحدودي برأس جدير أمام حركة التبادل التجاري وهو ما يخدم الشعبين الشقيقين وان هذا المعبر هو المعبر الرئيسي بين الدولتين ولا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف والأوضاع.