عادت المسيرات الشعبية والمواجهات مع الأمن في مدينة بن قردان للاندلاع من جديد وبقوّة في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت 14 أوت الجاري وذلك احتجاجا على غلق المعبر الحدودي رأس أجدير بين ليبيا وتونس. وكانت الاحتجاجات قد انطلقت مطلع الأسبوع الحالي بعد أن أغلقت السلطات الليبية المعبر، الأمر الذي أثار غضب متساكني منطقة بنقردان خاصّة من الشباب الذين لا مورد رزق لهم غير تجارة الخطّ مع ليبيا. وقد واجهت قوّات الأمن هذه التحرّكات بشدّة وأوقفت العشرات من المتظاهرين. قبل أن تعسكر المدينة وتنقل لها تعزيزات أمنية كبيرة خلال الأيام الماضية. وتعزو مصادر من المنطقة أسباب عودة الاحتجاجات إلى نكوث السلط المحلّية والجهوية بوعودها التي قدّمتها بحلّ الأزمة. تعزيزات أمنية في المناطق الحدودية مع ليبيا تحسّبا لاشتباكات جديدة : بعد المواجهات العنيفة التي نشبت بين مواطنين محتجين وبين قوات الأمن في مدينة بن قردان مطلع هذا الأسبوع، دفعت السلطات التونسية أمس الخميس بتعزيزات أمنية كبيرة إلى المنطقة الحدودية مع ليبيا خوفا من تجدد الاشتباكات التي تعرّضنا لها في نشرة سابقة. جدير بالذكر أن احتجاجات قام بها تجار ومواطنون متضررون من غلق الجمارك الليبية بوابة تجارية حدودية رئيسية تربط البلدين. وقد استعملت قوات الأمن القوة لتفريق المحتجين الذين قطعوا طريق رأس جدير الرئيسي الرابط بين تونس وليبيا بالإطارات المطاطية وأشعلوا فيها النيران. فيما حدثت مواجهات بين مواطنين ورجال الأمن بعد استعمال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي فرشقوا سيارات الأمن بالحجارة. وقد قامت قوّات البوليس باعتقال عدد كبير من المحتجين تم الاحتفاظ بعشرة منهم لم يطلق سراحهم إلى حد الساعة، حسب مصادر من الجهة. يذكر أن السلطات الليبية تفرض على كل سيارة تونسية تدخل التراب الليبي إتاوة تقدر بحوالي مائة دولار مما أعاق حركة التجار والأهالي الذين تعتبر التجارة مع ليبيا مورد رزقهم الرئيس. كما أن مليوني ليبي يدخلون تونس دون أية قيود سنويا. وكان أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي للزعيم ألقذافي وعد عقب لقائه بالرئيس بن على في 5 أوت الماضي برفع كل القيود التي تعيق حركة الناس وتدفق السلع بين البلدين . نشرية كلمة التونسية الالكترونية - 14 أغسطس، 2010