من قال ان التونسي لا يقرأ؟ والذي يؤكد ان التونسي لا يقرأ بماذا يفسر ظهور دور النشر كالفقاع؟ من يشتري منتوجها ومن بينها من تطبع الكتاب لمرتين أو ثلاث صحيح أنها لا تطبع أكثر من ألف إلى ثلاثة آلاف نسخة ولكن العدد يبقى محترما إذا ما قارناه بنسبة السكان عندنا. وبماذا نفسر ظهور كل هذه المجلات والدوريات والجرائد الأسبوعية واليومية ؟ من يقرأ كل هذا المنشور من مئات الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والروايات والدراسات والبحوث. ومن يشتريها ولماذا يشتريها ان كان لا يقرؤها هو أو أفراد عائلته ؟ وكل هذا الازدحام على معرض تونس الدولي للكتاب وعلى معرض مدينة تونس للكتاب ومعارض الكتاب التي تنظم طيلة السنة في مراكز الولاياتالتونسية والمعتمديات وحتى في القرى أحيانا بماذا نفسره؟ دور نشر تونسية واخرى أجنبية هذه الأسئلة كانت محور حديث عدد من المثقفين والأولياء الذين زاروا مع أبنائهم يوم السبت 17 جانفي معرض مدينة تونس للكتاب في دورته الثالثة التي تتواصل إلى غاية 10 فيفري القادم بدار الثقافة ابن رشيق وينتظم بالتعاون مع المركز التونسي للكتاب ودار سحر للنشر وبمشاركة دار الجنوب والمركز الوطني للترجمة ودار نقوش عربية ودار الطائر والمكتبة الإفريقية وأرشيفاد والدار التونسية للكتاب والأطلسية للنشر وسهيلي للنشر ودار محمد علي الحامي ودار صامد ودار تيسير ودار نهى ومطبعة التسفير الفني ودار المعرفة والدار المتوسطية ومكتبة المنار والدار العربية والماسة ومنشورات كارم الشريف ومجمع الأطرش والمطبعة الرسمية للبلاد التونسية ومركز الدراسات والقانون وإفريقيا للثقافة ودار آفاق ودار الجسر الصغير ودار ديميتار. التونسي يختار ما يقرا ولمن يقرأ التونسي يقرأ ولكنه يختار لمن يقرأ والعناوين والمواضيع التي يقبل عليها وعدد كبير منهم يقرؤون اليوم الكتب الدينية بداية من تفسير القرآن وصولا إلى تفاسير الأحاديث النبوية والتعريف بالمذاهب ومراجعها.. وكتب الإسلام السياسي والكتب التي تنقد أو تفسر الظواهر الاجتماعية وهنالك إقبال كبير على الكتب السياسية وخاصة منها الروايات وكتب فنون الطهي والخيال العلمي وكتب التاريخ والتاريخ الجيوسياسي . إقبال على كتب الربيع العربي وحاليا وحسب ما لحظناه وما أكده ل"الصباح" الأستاذ شكري لطيف مدير دار الثقافة ابن رشيق هناك إقبال على كتب لها علاقة بالربيع العربي والثورات التي قامت في تونس ومصر وغيرها وتداعيات هذه الثورات ومصير الحكام فيها. ولكن من الضروري والكلام لشكري لطيف:" ان نقرأ هذه الكتب بكل احتراز طبعا لان ما يكتبه الغرب عما حدث عندنا ليس بالضرورة هو الحقيقة ولكن بعضه يروج لأفكار معينة علينا ان نحتاط منها ونقرأها بحذر وما كتبته الصحفية في جريدة لومند انيك كوجان في كتاب "الطرائد الجرائم الجنسية للقذافي " لا بد ان نضعه في إطاره الحقيقي ولا ننسى انه سبق للغرب ان كتب مثل هذه القصص عن صدام حسين وأبنائه والحكام العرب أو الأفارقة الذين غادروا الحكم إما موتا أو إقالة ولكنهم لا يتجرؤون هم أيضا على كتابة مثل هذه الحقائق عن حكامهم ولا على حكام يباشرون الحكم سواء في المغرب العربي او في المشرق او في الخليج." لقاءات لتوقيع آخر الإصدارات يتضمن معرض مدينة تونس للكتاب أكثر من 50.000 عنوان في مختلف مجالات الإبداع ولجميع شرائح المجتمع وان كان اغلبها كتب تونسية من دور نشر تونسية فقد لاحظنا أيضا وجود كتب لدور نشر أجنبية مثل دار الساقي ودار الطليعة والمركز الثقافي العربي ومكتبة العبيكان ودار ابن حزم ودار الكتب العلمية و"لاروس هاشات" ودار التوفيقية . من أهداف هذا المعرض مساعدة دور النشر على ترويج كتبها بعرضها في فضاء قريب من القارئ التونسي وتشجيع الناس على مزيد المطالعة والاطلاع على ما يكتب وينشر في تونس وخارجها وتفسيره ضمن ورشات للمطالعة. ومن أهدافه كذلك توفير فرصة اللقاء ببعض الكتاب التونسيين وعقد لقاءات معهم للتعريف بكتبهم وتوقيع آخر إصداراتهم . الثورة التونسية حقائق ووثائق وفي هذا الإطار يلتقي رواد دار الثقافة ابن رشيق يوم 25 فيفري 2013 بثريا رمضان صاحبة كتاب " وغدا يشرق النيروز" وبمختار سحنون كاتب "les panache des brisants" وآمنة الخريجي كاتبة "ليلة الرحيل " ومسعودة ابو بكر كاتبة " وأظل احكي " وعلي عباس كاتب " الريح تعصف في جانفي " وشكري الباصومي كاتب " مراسم الكذب " و آمنة الشعبوني كاتبة "وجدانيات نسائية " وسعدية بن سالم كاتبة " مواسم الجفاف " في البرنامج أيضا حضور كتاب كتبوا في الفكر والسياسة يوم الجمعة 1 فيفري القادم لتوقيع كتبهم مثل السيدة العلاني كاتبة " أمي أهديك هذا الدستور " والهادي التيمومي صاحب كتاب " خدعة الاستبداد الناعم: 23 سنة من حكم بن علي "ومنير السعيداني كاتب "الشباب يبدع الشباب يريد" وخميس العرفاوي كاتب "القضاء والسياسة في تونس زمن الاستعمار الفرنسي "وسامي ابراهم كاتب" الدين والسياسة بين تهافت العلمانيين وقصور الإسلاميين ". أما في الأسبوع الأخير الموافق ليوم الجمعة 8 فيفري فسيكون اللقاء مع الكتاب علي العباسي عن كتابه " تاريخ ثورة " وصلاح البرهومي عن كتاب " في خضم الثورة "وشكري لطيف " عن كتابه "الثورة والثورة المضادة في تونس " وعفيف البوني عن كتابه "الثورة التونسية حقائق ووثائق "ونهى بالعيد عن كتابها "كان يا ما كان المجلس التأسيسي"