تطرقت في مقالات سابقة إلى الأزمة الحادة التي يمر بها النادي الصفاقسي، ممنيا النفس على أن يتم تطويقها ومعالجتها بكل نجاعة في أحسن الأحوال وأقرب الآجال الا أن العدد المهول للاحباء الغيورين الذين نفد صبرهم فاقدموا على التوقيع على عريضة تعبر عن عدم رضاهم على وضعية ناديهم الذي يعتبر قلعة شامخة أنجبت رجالا أفذاذا ومدرسة تربوية، اخلاقية مثالية ومنبعا لاكتشاف المواهب وصقلها ومركزا كرويا نموذجيا لتمويل المنتخبات الوطنية يفخر ويعتز به كل التونسيين اينما وجدوا. ان هذه العريضة شئنا ام ابينا اطلقت في الحقيقة صحيحة فزع تدعو التدخل السريع لمسك الامور بترو وثبات لايقاف النزيف الهدام حتى لا تتحول الأزمة العابرة الى نكبة عواقبها وخيمة وتبعاتها وتداعياتها سيئة وضارة على كل المستويات وهو أمر نرفضه بشدة ولا نرغب فيه البتة.. مهما كانت الأسباب والمسببات والأسماء والأشخاص. فاصحاب العريضة شأنهم شأن سائر الأحباء الأوفياء) تالموا طويل في صمت متسلحين بصبر ايوب فصمدوا الى ان خارت قواهم فرددوا رائعة ام كلثوم للصبر حدود .. اجل فلما بلغ السيل الزبى انطلقت من العمق والصميم طاقاتهم الانفعالية المكبوتة مدوية على أعمدة الصحف داعية اصحاب الضمائر الحية والنفوس الأمينة الصادقة من ابناء النادي للوقوف والالتفاف حوله لانتشاله من الضياع متوسلة باعلى صوتها، السلط الجهوية المسك بالأمور والعمل الاني لانقاذ المركب من الغرق والوصول به الى شاطئ السلام وهو في اعتقادي عين الصواب وطريق الخلاص والامان ان هؤلاء الأحباء المخلصين قد صابروا وصمودوا الى ان عيل صبرهم فمزقوا الصمت حيث جاء في عريضتهم حرفيا ما يلي: «نلفت نظركم الى أن الوضع المتردي للجمعية له تأثير سلبي على معنويات القاعدة الجماهيرية للفريق كما نحيطكم علما ان الثقة في الهيئة انعدمت نهائيا بعد التصرفات والقرارات اللامسؤولة التي عرفتها الجمعية في المدة الأخيرة فقد تبين ان الهيئة المديرة تتخذ قرارات لبث البلبلة والتلاعب بمشاعر الأحباء».. نكتفي بهذا القدر من مقدمة العريضة لنؤكد بانه يتضمن اتهامات خطيرة للهيئة المديرة كل ذلك علاوة على كونهم لا يجهلون ما غنمته الجمعية من اموال طائلة جراء التفريط في أبرز اللاعبين دون تعويضهم كما انه على دراية تامة بان المداخيل والمصاريف ليست مدونة بالدقة المطلوبة وذلك لافتقار الجمعية لحساب جار سليم ودفتر شيكات خاص بها لذلك تمت الاستغاثة بشيكات بعض الأعضاء (شيك ب500 دينار مقابل الاحتراز ضد الترجي) وشيك اخر ب250 الف دينار رجع بدون رصيد مقابل صفقة محمد العبيدي لاعب جندوبة ولدينا نسخ من ذلك فبالله عليكم تصوروا لو يرفض بعض المؤتمرين خلال الجلسة العامة القادمة للنادي المصادقة على التقرير المالي فماذا سيحصل؟! ان احباء النادي الصفاقسي الحقيقين يرفضون الاستغناء عن مركبهم القديم الذي يعتبر منبعا ومصنعا اليا للبراعم والمواهب الفذة خاصة ان موقعة محاط بالاحياء الشعبية ثم ان النادي الصفاقسي هو اليوم في حاجة الى اكثر من مركب لاستيعاب العدد الكبير لشبابه ثم ان القانون صريح ويمنع التفريط في المنشآت الرياضية الا اذا ما تم تعويضها ولكن المركب الجديد للنادي لا يقدر على الايفاء بالوعود فهذا الأمر وحده كفيل بمنع الهيئة من بيع المركب القديم خاصة وان المليارين المطلوبين لتجهيز المركب الجديد، اذا ما التف ابناء النادي النبلاء فسيتم جمعها في وهلة كما عوّدونا على ذلك (وحمل الجماعة ريش) لكن حذار ثم حذار من بيع ممتلكات اية جمعية لتسديد الديون او لمجابهة النفقات عند العجز على توفير الأموال، فالممتلكات لاتباع ولا تشترى ولا يجوز لاي كان التفويت والتفريط فيها.