- جملة شهيرة لأنورالسادات بعد أحداث «الزاوية الحمراء» وما انجر عنها من اعتقال لأشهرالمفكرين والساسة والإعلاميين. أحداث لأسباب طائفية تمت تغذيتها من قبل البعض عن حسن نية وعن سوء نية في أحوال كثيرة، نتج عنها انفلات اجتماعي وسياسي في آن . المأساة تتكررفي وطننا من دون أن نأخذ العبرة لا من ناحية الحاكم ولا من المحكوم. فالأحداث عندنا تضعنا في «زاوية حمراء « وتعلقت بالزوايا لتدفعنا نحومنطقة الخطرالتي قد تعصف بالمجتمع ككل، لينتج عنه في الأخيركامل لمقومات الدولة، من جهة وتفكك المجتمع من جهة أخرى. هذه الحادثة تجعلنا نعترف بأن الثورة في صيغة المفرد لا يكتب لها النجاح، فلا بد من ثورات تنسحب على الفكروالجماليات والاقتصاد والدين والعاطفة. إن انحسارالثورة في الجانب السياسي يؤدي لا محالة إلى انفجارفي التركيبة الاجتماعية تدفع إلى التناحر وحرب أهلية غيرمحمودة العواقب. إن الحرب على الزوايا لا يمكن إنهاؤها ببرامج تلفزية تستعرض ما حدث دون الولوج إلى الأسباب الحقيقية ، وتشريح الظاهرة من قبل مختصين في مجالات مختلفة بعيدا عن السياسيين وبطريقة متكررة لفضح المستوى السطحي للفكرفي مجتمعنا. فمازال إعلامنا إلى اليوم يبحث عن الفضائح السياسية من انشقاقات في الأحزاب، وتحالفات ،وتظاهرات هنا وهناك ،وانتظارلتحويروزاري مرتقب، وفشل في بعض الوزارات . ولعل إضراب الأساتذة دليل آخرعلى ذلك، فهو يكشف كيف أن الدولة ككل لا يهمها الجانب التعليمي والكارثة التي حلت بنا لمدة يومين وما يعنيه ذلك من تأخرفي التعاطي مع الأحداث. إن تجاهل الجميع لمطالب رجال التعليم يجعلنا في زاوية الخطرفلا أحد يهتم بحجم الكارثة الناتجة عن الإضراب. زوايا حمراء كثيرة تنبهنا إلى أن الديموقراطية لها أنياب قد تعض من لا يعرف حدودها .