الغنوشي شخصية محورية.. المرزوقي نجم المعارضة سابقا..قائد السبسي زعيم حزبه والهمامي لم يتخلّ عن خطه السياسي في مداخلات علمية اكاديمية بعيدة عن الخوض في غمار المشهد السياسي قدّم مجموعة من اساتدة القانون قراءات في صور ابرز الشخصيات السياسية في الساحة السياسية التونسية اليوم وذلك ضمن الندوات التي تشرف على تنظيمها الجمعية التونسية للدراسات السياسية التي انتظمت امس بمقر كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس. وفي ورقته الافتتاحية اعتبر استاذ القانون الدستوري غازي الغرايري امس في افتتاح الندوة ان الثورة التونسية جاءت دون قيادات واضحة وقد تغيّر المشهد السياسي وأصبح يوجد "زعامات". وعن كيفية تشكل الزعامات السياسية اليوم لاحظ الغرايري ضرورة الابتعاد عن الخلط بين الزعيم السياسي وقائد الحزب أو مسيري بعض المؤسسات الحزبية. واستشهد ببعض الشخصيات الوطنية مثل صالح بن يوسف وفرحات حشاد والحبيب بورقيبة الذي اعتبرهم زعماء سياسيين سابقا وصور تستعملها الاحزاب السياسية اليوم كمرجعية لخيارهم الايديولوجي مشيرا الى ان صورتي بورقيبة وبن يوسف تتجاذبها اقطاب مختلفة بينما صورة فرحات حشاد يتقاسمها الجميع. وطرح الغرايري فكرة دراسة بعض الشخصيات السياسية من الجانب العلمي الاكاديمي مثل شخصية النائب ابراهيم القصاص وشخصية مؤسس حزب العريضة الهاشمي الحامدي، وهي قد لا تدخل تحت خانة الزعامة لكن يجب قراءة هذه الشخصيات. قراءات من ناحيتها قدمت غيداء الغديري أستاذة القانون بكلية القانون والعلوم السياسية بتونس مداخلة حول شخصية زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الذي اعتبرته شخصية محورية في البلاد تؤثر في الحياة السياسية وهي شخصية "كارزماتية" تؤثر في الملايين من التونسيين. وفي قراءة لشخصية رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي قالت هناء بن عبدة أستاذة قانون عام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف بجندوبة ان المرزوقي كان نجم المعارضة ولم يصبح زعيما سياسيا الا لفترة وجيزة كانت بين نجاحه كقوة سياسية ثانية في البلاد في انتخابات 23 اكتوبر وفترة الانفجار الداخلي الذي حصل داخل حزبه، ولكن بالتحالف "اللانمطي" مع الاسلاميين اصبح المرزوقي شخصية سياسية مهمة لكنها تراوح بين البراغماتية والنضالية خاصة وان المرزوقي يعتبر الاسلاميين "الغريم الايديولوجي الطبيعي له". وبينت استاذة القانون ان المرزوقي الذي يريد ان يكون بين جانبي النهر اي من المعارضة ومن السلطة تراجع رصيده النضالي وقالت ان الرصيد السياسي الوحيد الذي يمكن ان يعول عليه المرزوقي هو تاريخه النضالي الذي بدأ ينضب منذ خيبات الامل المتتالية امام تغوّل النهضة وقد نقد ذلك بنفسه. واعتبرت ان المرزوقي خسر رصيده الخارجي بعدم رصانته الديبلوماسية التي احرجت الديبلوماسية التونسية في عديد الاحيان رغم عراقتها التي عرفت بها. وكان حمة الهمامي مؤسس حزب العمال، والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية من بين الشخصيات التي تم التطرق اليها ففي مداخلتها قالت استاذه القانون الدستوري سناء بوقصة ان حمة الهمامي لم يتخلّ عن خطه السياسي بعد الثورة رغم تخليه عن تسمية الشيوعية فان الثورة بالنسبة له جاءت لتحقق العدالة الاجتماعية. زعيم .. واطنبت سلمى بسباس استاذة قانون عام بكلية الاداب بالقيروان في وصف شخصية الباجي قائد السبسي التي اعتبرت انه زعيم المرحلة الانتقالية في تونس وزعيم نداء تونس. وفي تصريح ل"الصباح" قالت بسباس ان قراءتها لشخصية الباجي قائد السبسي لم تكن سياسية بل كانت قراءة اكاديمية علمية وانها لم تطنب في وصف خصاله ومحاسنه معللة قولها بان الباجي قائد السبسي لم يكن وحده زعيم المرحلة الانتقالية فقد كان هناك زعماء آخرون مثل عياض بن عاشور الدي تراس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة وكذلك كمال الجندوبي الذي تزعم المرحلة الانتخابية من خلال ترأسه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. نشر الثقافة السياسية ومن جانبه اكد حاتم مراد رئيس الجمعية التونسية للدراسات السياسية ان الهدف من مثل هذه الندوات هو نشر الثقافة السياسية التي لم تكن متاحة في السابق مشيرا الى انه بعد الثورة تمكنّا من الحصول على التاشيرة وفي سنتي 2008 و 2010 تمّ رفض المطلب على الرغم من الصبغة العلمية للجمعية.