افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز... التفاصيل    المغرب ضد مالي في كأس إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة    طقس اليوم.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    نيجيريا تصدر بيانا بعد الغارة الأمريكية على "داعش"    رئيس الجمهوريّة يؤكّد تمسّك تونس بسيادتها، والعمل على رفع التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية    ترامب يعلن شن ضربات عسكرية أمريكية قوية ومميتة على "داعش" في نيجيريا    سعيد يلتقي رئيسي الغرفتين البرلمانيتين    ترامب يعلن شن ضربة عسكرية على "داعش" في نيجيريا    أوكرانيا 2025 .. فضيحة الفساد التي غيّرت مجرى الصراع    انطلاق عمليّة إيداع ملفّات الترشّح لمناظرة الانتداب في رتبة أستاذ مساعد للتعليم العالي    بنزرت: العثور على جثة لاعب كرة قدم مفقود منذ 20 يوما    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية وغلق 8 محلات لعدم توفر الشروط الصحية منذ بداية شهر ديسمبر    مع الشروق : أولويات ترامب... طموحات نتنياهو: لمن الغلبة؟    البنك المركزي.. العائدات السياحية تناهز 7،9 مليار دينار إلى حدود اليوم الخميس    في حلق الوادي والمعبرين الحدوديين ببوشبكة وراس الجدير .. إفشال صفقات تهريب مخدرات    تظاهرة «طفل فاعل طفل سليم»    رواية " مواسم الريح " للأمين السعيدي صراع الأيديولوجيات والبحث عن قيم الانسانية    شارع القناص .. فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي انفصام فنّي على القياس ..حسين عامر للصوفيات وحسين العفريت للأعراس    "كان" المغرب 2025.. حكم مالي لمباراة تونس ونيجيريا    كاس امم افريقيا 2025: مصر وجنوب إفريقيا في مواجهة حاسمة..    عاجل: جنوح عربة قطار بين سيدي إسماعيل وبوسالم دون تسجيل أضرار    ابدأ رجب بالدعاء...اليك ما تقول    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    منع بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 18 عاما..ما القصة..؟    خبير يوّضح: العفو الجبائي على العقارات المبنية مهم للمواطن وللبلديات..هاو علاش    ماذا في اجتماع وزير التجارة برؤساء غرف التجارة والصناعة؟    عاجل/ مقتل عنصرين من حزب الله في غارة صهيونية استهدفت سيارة شرق لبنان..    زغوان: مجمع الصيانة والتصرف بالمنطقة الصناعية جبل الوسط بئر مشارقة يعلن عن إحداث حقل لانتاج الطاقة الفوطوضوئية    يتميّز بسرعة الانتشار والعدوى/ رياض دغفوس يحذر من المتحور "k" ويدعو..    وفاة ممرضة أثناء مباشرة عملها بمستشفى الرديف...والأهالي ينفذون مسيرة غضب    تعرّف على عدد ساعات صيام رمضان 2026    عاجل: تهنئة المسيحيين بالكريسماس حلال ام حرام؟...الافتاء المصرية تحسُم    البرلمان ينظم يوم 12 جانفي 2026 يوما دراسيا حول مقترح قانون يتعلق بتسوية الديون الفلاحية المتعثرة    وليد الركراكي: التتويج باللقب القاري سيكون الأصعب في تاريخ المسابقة    زيت الزيتون ب10 دنانير:فلاحو تونس غاضبون    فضاء لبيع التمور من المنتج إلى المستهلك من 22 إلى 28 ديسمبر بهذه الجهة..#خبر_عاجل    ما ترميش قشور الموز: حيلة بسيطة تفوح دارك وتنفع نباتاتك    التمديد في المعرض الفني المقام بالمعلم التاريخي "دار الباي" بسوسة الى غاية منتصف جانفي 2026    اسكندر القصري ينسحب من تدريب مستقبل قابس    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    موزّعو قوارير الغاز المنزلي بالجملة يعلّقون نشاطهم يومي 12 و13 جانفي 2026    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    عاجل: اليوم القرار النهائي بخصوص اثارة الافريقي ضدّ الترجي...السبب البوغانمي    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاجعة تهز تونس والحكومة تتحمل المسؤولية
اغتيال شكري بلعيد..
نشر في الصباح يوم 07 - 02 - 2013

إن من أمروا ب"تصفية" شكري بلعيد، ومن تولوا تنفيذ هذه الجريمة، لا يدركون قطعا أنهم قدموا لضحيتهم هدية ثمينة جدا.
فالمناضل الحقيقي يتمنى لنفسه أن يموت واقفا شامخا من أجل فكره ومبادئه ونضاله، وهو ما حدث تحديدا صبيحة يوم أمس بحي النصر بالعاصمة.
فقد توج شكري بلعيد نضاله ودفاعه المستميت عن رؤاه ومبادئه بتقديم حياته قربانا لها ليدخل التاريخ من بابه الواسع كأول شهيد يتم اغتياله بإضمار وتخطيط وترصد بعد الثورة من قبل قوى ظلامية لا وطنية تريد اغراق بلادنا في بحر من الدم وارهاب قواها الحية لكي لا يبقى صوت في البلاد إلا صوتها ولا فكر إلا "لافكرها" وجهلها الموروث عن عصور الظلام والانحطاط.
إلا أنها تخطئ الظن لأن ادراكها المحدود قاصر عن استقراء تداعيات مثل هذه الجريمة الرخيصة على ارادة وعزم كل المؤمنين بالحرية وبدولة القانون والمؤسسات وبقدرة الانسان على الخلق والابداع، أي السير الى الأمام والتطلع الى الأفق الرحب البعيد القريب، عوض سجن العقل والضمير في زنزانات النقل الأعمى وتقليد الببغاءات.
فقد كرم الله بني آدم بالعقل.. وإن شعبا انتفض على طاغيته محال أن يقبل بطواغيت جدد مهما كانت التضحيات المطلوبة.
رحم الله شكري بلعيد فقد شاء قدره وقاتلوه وحظه أن يصبح علامة مضيئة على هذه الطريق.
وفي الواقع فإن حلقات مسلسل العنف السياسي الذي تعيش على وقعه بلادنا منذ انتخابات 23 أكتوبر 2011 مترابطة بعضها ببعض وأخذت شكلا تصاعديا منطقيا.
ففي جانفي 2012 خلال زيارة اسماعيل هنية الى تونس وقف التونسيون مشدوهين يكادون لا يصدقون آذانهم وهم يستمعون في مطار تونس/ قرطاج الى شعارات من نوع "قتل اليهود فرض عين" وأخرى تطالب ب"ذبح اليهود وحرقهم".
وبعدها في مارس، أي بعد ثلاثة أشهر قام موظف بوزارة الشؤون الدينية ومكلف ب... تأطير الوعاظ خلال مسيرة بالدعوة ل... قتل الباجي قائد السبسي، كما تعرض المفكر يوسف الصديق، والشيخ عبد الفتاح مورو مرارا الى العنف اللفظي والمادي، دون أن ننسى عديد حوادث تبادل العنف وسب الجلالة داخل المساجد !
وقد تعامت السلطة وتصامت عن هذه "الاشارات" وغيرها المؤشرة على أن دخولنا في دوامة العنف المادي والجسدي وشيك، وعندما تجد نفسها مجبرة على التدخل أو التعليق، فإن أطرافا فاعلة منها لم تتورع عن "التورط" في التخفيف منها وتهوينها، فكانت جريمة مقتل لطفي نقض بالجنوب.. ثم ها هو شكري بلعيد يدفع حياته يوما أمس على مذبح كفاحه، فعلى من سيأتي الدور لاحقا؟

بسمة الخلفاوي ( أرملته(
"لن نحاربهم بالدم بل سنقارعهم بالحجة والكلمة"
قالت بسمة الخلفاوي أرملة الفقيد شكرى بلعيد إنها كانت في المنزل وشكري خرج للذهاب إلى عمله حين"سمعت زوز ضربات فظننت أن المسألة تتعلق برشق بالحجارة وسارعت بالإطلالة من شرفة المنزل فسمعت مرافقه يقول"قتلوه قتلوه""، وأضافت:"يا ناري على النضال في تونس.. أنا ما يصيرلي شيء وبناتي هاتو يكبروا أما شكري بلعيد اترزى في روحو".
وأكدت أن اغتيال شكري بلعيد ضربة لتونس في الصميم وضربة قوية للمسار الديمقراطي التعددي مضيفة وهي تحمل مريول زوجها الملطخ بالدماء:" لانه لا مجال للخوف بعد الان"، وأضافت السيدة بسمة الخلفاوي أن زوجها كان وفيا لقيم الثورة وناضل ودافع عن حق المواطن في الكرامة والحرية والعيش الكريم حتى مماته.
وفي نفس السياق حملت أرملة الفقيد شكري بلعيد وفق ما نشره موقع وات بعد ظهر أمس-حركة النهضة مسؤولية اغتيال زوجها قائلة انها" تحمل مسؤولية مقتله لحركة النهضة بشقيها الديمقراطي والفاشي" وفق تعبيرها، وأفادت الخلفاوي في تصريح اعلامي بمقر سكناها بدائرة المنزه ولاية أريانة أن زوجها كان يتلقى تهديدات بالقتل منذ نحو أربعة أشهر مشيرة الى أنه كان أبلغ الامن مرارا كتابيا وعبر الهاتف بهذه التهديدات وطلب تأمين الحماية وقالت ان هاتف الفقيد مراقب وتحركاته معروفة وتساءلت أرملة الفقيد بقولها "من يحمل السلاح في تونس خلافا لوزارة الداخلية؟" معتبرة أن الوزارة مطالبة بتأمين الحماية لكل التونسيين ولفتت الى أن مسؤولين سياسيين داخل الجبهة الشعبية ومن خارجها المعارضة قالت انها يمكن أن تكشف عن أسمائهم نبهوا مرارا بلعيد الى أن خطرا جديا يتهدد حياته.

نجاة بلعيد(شقيقته(:
"مقتل شكري يُولّد آلاف بلعيد"
السيدة نجاة بلعيد شقيقة الفقيد شكري بلعيد التقيناها امام مصحة المنار وكانت في حالة ألم ووجع فقالت:" تلقيت اتصالا صباح اليوم(أمس) أعلموني فيه بتعرض شكري لاعتداء ونقله إلى المصحة وبوصولي أعلموني أنه توفي.. وفاته صدمة للعائلة.. صدمة لتونس.." ثم استدركت قائلة:"شكري راجل وما يموتش.. شكري ماهوش جبان وظل يتنقل دون حراسة رغم تعرضه لعدة تهديدات.. وموت شكري أشر على ولادة آلاف بلعيد في تونس". وأضافت محدثتنا وهي تكفكف دموعها وسط مجموعة من النساء الديمقراطيات:"شكري وجعهم بكلامو وعرفوه موش باش يسكت.." ثم تساءلت"علاش قتلوه؟ علاش؟"

الفاجعة تهز تونس..
اغتيل صباح امس شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أمام منزله بعد أن أطلقت عليه 4 رصاصات على مستوى الصدر والرقبة والكتف من قبل مجهولين على دراجة نارية.. نقل على اثرها الى مصحة اين فارق الحياة في حدود الساعة الثامن والربع صباحا.. وشهدت تونس بذلك أولى الاغتيالات السياسية..
حدث استشهاد شكري بلعيد رج الارض تحت أقدام الحاكمين.. وكان له مفعول الصدمة على كل التونسيين باختلاف انتماءاتهم السياسية.. فسارع كل من تلقى النبأ عبر هاتفه او عبر ذبذبات الراديو الى الالتحاق بالمصحة.. اين يرقد جثمان رفيق درب.. أو صديق.. أو منافس سياسي.. وسريعا ما جمعت قاعة الانتظار بالمصحة وجوها سياسية من مختلف القوى الديمقراطية.. وشخصيات وطنية ومدنية وحقوقيين.. ومواطنين..
بكى أمس السياسيون والحقوقيون والمواطنون بلعيد.. واختنق رفاق دربه وذووه بثقل الفاجعة حتى عجزوا عن التعبير أو الحديث.. ومن أمام المصحة عمت الاحتجاجاتو ظهرت الشعارات فحمّلت مسؤولية اغتيال بلعيد لحكومة النهضوية فقالت "وزارة الداخلية وزارة ارهابية".." يا غنوشي يا جبان شعب تونس لا يهان." سراقين بلادنا قتالين أولادنا".. وبأصوات باكية ناد ى المحتجون بثورة جديدة.. "الشعب يريد الثورة من جديد ".. "أرض حرية كرامة وطنية " .." يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم".. " يا بلعيد يا شهيد على دربك لن نحيد" ونعم سنموت ولكننا سنقتلع النهضة من ارضنا" ويا مواطن يا مغبون اليوم شكري غدوا شكون".. وواصلت الحناجر المحتجة برفع شعاراتها لساعات وزادت في حدتها وصاحبت خروج سيارة الاسعاف التي ستحمل جثمان شكرى بلعيد الى التشريح بمستشفى شارنيكول.. ورغم المسافة الفاصلة بين المصحة والمستشفى رافقت الجماهير الغاضبة الساخطة والحزينة ..جثمان بلعيد حتى شارع الحبيب بورقيبة اين انتظره الالاف من التونسيون.. ومع حواجز البوليس والغاز المسيل للدموع فتحت الشباب الثائر الطريق امام موكب جثمان شكري بلعيد ليصل الى ساحة الثورة.. ويودع شارع الحبيب بورقية..
فاجعة وفاة شكري بلعيد.. كان من الصعب على تونس استيعابها.. أعادت الى الاذهان حدث اغتيال النقابي فرحات حشاد.. وأطوار السيناريو اللبناني والجزائري.. وفتحت المستقبل على سيناريوهات المجهول.. وقال خالد الكريشي عن حركة الشعب " مصدوم فمن دافع عليهم شكري بلعيد طيلة سنوات الجمر والقمع يغتالونه اليوم.. انا احمل المسؤولية لوزارة الداخلية.. ونعم دغع بلعيد الضريبة لكن اغتياله هو اغتيال للثورة.. وهو يذكرنا ايضا بسيناريو الحرب الاهلية اللبناني الذي انطلقت ايضا باغتيال سياسي.."
أما محمد البراهمي أمين عام حركة الشعب رأى ان اغتيال شكري بلعيد يوضع في مرحلة متقدمة من الفوضى.. ويكون ذلك عندما يغتصب حق الشعب في تقرير مصيره وتسلب منه ارادته مرة اخرى حين يخاف او يتراجع.. فالمستهدف هو السلم الاجتماعي.. وأنا اعول على حنكة القوى السياسية وتبصرها لاحباط هذه المؤامرة.."
وحمل بدوره البراهمي المسؤولية لحركة النهضة التي اعتبرها "أطلقت العنان أمام المحرضين على قتل شخص شكري بلعيد الى جانب وزارة الداخلية التي تعلم بوجود مخط اغتيالات ولم تتخذ اي اجراء تجاه ذلك.."
والمشكل في نظره "لا تعدو أن تكون تصفية حسابات من قبل مجموعات بغاية البؤس والسخافة." واضاف "لو كان لوزير الداخلية روح من المسؤولية يجب ان يقدم استقالته."
من جانبها تساءلت أم زياد (نزيهة رجيبة ) بكثير من الحسرة لماذا هذا العنف".. واستبعدت صدور ردود فعل عنيف من اليسار وقالت ان ردة الفعل ستكون حازمة ولن يسقط التونسيون في العنف وستيقاومون العنف بقوة الحجة." واعتبرت أن "العنف لا ينتصر في بلد مثل تونس.

دعت اليها المعارضة.. اضراب عام.. تعليق عضوية نواب الكتلة ومطالبة باستقالة الحكومة
أعلن أمس حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية أنه تم الاتفاق على اثر الاجتماع الذي جمع أحزاب الجبهة الشعبية وحزب نداء تونس والحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي والمسار والجبهة الوطنية التونسية، على الدعوة الى اضراب عام وطني يوم جنازة الشهيد شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد. ودعا الهمامي كل القوى النقابية والسياسية والثقافية والاتحادات المهنية والمحامين لمساندة هذا القرار وتنظيم جنازة وطنية للامين العام شكري بلعيد. كما قرر نواب الكتلة الديمقراطية تعليق عضويتهم في المجلس الوطني التاسيسي.
وأفاد الهمامي خلال ندوة صحفية انعقت امس أن قوى ديمقراطية وسياسية تطالب باستقالة الحكومة التي وصفها ب"الفاشلة" و"تعيين حكومة قادرة على تسيير المرحلة وسد الطريق أمام الأطراف التي تريد جر البلاد الى مستنقع الفوضى والعنف والصوملة حتى لا تتحقق اهداف ثورتها."
واعتبر أن اغتيال بلعيد دليل آخر على عجز هذه الحكومة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وامنيا..
ورأى ان المسؤولية السياسية والأمنية لحادثة الاغتيال تعود الى الحكومة بكل أطرافها الرئاسات الثلاث ووزارة الداخلية والمجلس الوطني التاسيسي..
ورأى ان الاغتيال قد جاء في ظرف ومسار تردد فيه الكثير من التحريض على العنف من قبل عديد الشخصيات "حيث سمعنا وقرأنا دعوات للعنف حتى في المساجد."
واستمرت -حسب تقييمه- ممارسات العنف من قبل جهات معترف بها ويتم استقبالها في قصر قرطاج وتحضى بالرعاية السياسية من قبل الطرف الاساسي في السلطة وما يؤكد ذاك "بيان مجلس الشورى الذي دعى الى اطلاق سراح من شارك في قتل نقض.."
وبين الهمامي ان "السلطة ظلت متسامحة مع العنف حتى لامست التواطؤ ." وقال محمد جمور نائب الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أن جريمة الاغتيال "كانت مدبرة وان منفذيها شخصيات مختصة حيث وجهت بين 4 و5 رصاصات أصابت الشهيد بلعيد على مستوى الكتف والرقبة والشق الايمن من الصدر.."
وكشف أن بلعيد يتعرض منذ فترة للتهديد بالقتل وان رئاسة الجمهورية اعلمت بلعيد عن حصولها على تقارير تؤكد أن هناك أطرافا تستهدف الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد.. وعرضت حراسة شخصية لبلعيد غير انه رفض ذلك.. وأضاف انه تم التنبيه لهذه التهديدات في شهر نوفمبر خلال ندوة صحفية غير أنه لم يتم الاستماع للاصوات الصادرة عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ولم يتم اتخاذ أية اجراءات بشأن موجة التهديدات.. وجاءت حسب قول جمور حادثة ساحة باستور وحادثة مؤتمر الكاف لتكون انذارا لبلعيد..
وحمّل جمور بدوره المسؤولية للحكومة ووزارة الداخلية وحركة النهضة ورئيس الحركة الذي يحرض في نظره على العنف واختتم تدخله بالقول :" سنواصل المسار بروح المسؤولية .. وسنرد الفعل بشكل سلمي منظم وسنستمع لنصائح أصدقائنا ورفاقنا لأن المصيبة مصيبة كل التونسيين ومن حق كل القوى الديمقراطية أن تقدم موقفها.."

الوطنيون الديمقراطيون:سنسعى لتدويل قضية بلعيد..لا نثق في العدل والداخلية
اكد عضو المكتب السياسي لحزب حركة الوطنيين الديمقراطيين رياض الفاهم ان مشاورات جارية نحو تشكيل لجنة تحقيق دولية على خلفية اغتيال الأمين العام للحركة شكري بلعيد امس . واعتبر الفاهم ان هذه الخطوة تأتي كدليل واضح على عدم ثقة الحركة في وزارة العدل والداخلية اللتين ستشرفان عن الأبحاث.
واكد نائب الأمين العام محمد جمور في ندوة صحفية بالمقر الاجتماعي للحزب ان اغتيال شكري هو محصلة لحملة التكفير التي كانت تقودها أطراف متشددة ضد "الرفيق".
وبين جمور ان الحزب كان قد نبه في وقت سابق الى التجييش والتحريض ضد الهالك وان كل المؤشرات كانت توحي بان مكروها سيصيب بلعيد ورغم اعلام وزارة الداخلية بالأمر الا انها لم تتحرك في اتجاه اتخاذ اي قرار يحمي الفقيد. ولدى إعادته لسرد الاحداث اكد جمور ان بلعيد كان ضحية عملية جبانة نفذها محترفون وذلك بالنظر الى اماكن الإصابات التي استقرت في العنق والصدر والرأس بحيث ان جميعها كانت قاتلة لا محالة وان الجناة لم يعطوا لبلعيد اي فرصة للنجاة.
من جهته حمل عضو المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطين الموحد زياد لخضر وزارة الداخلية مسؤوليتها الكاملة لكونها على علم بالتهديدات بالاضافة الى حركة النهضة ومجلس شورتها. وبين لخضر ان وزير الداخلية لم يول عملية الاغتيال اي اهمية بل انه حاول بمعية الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية مغالطة الرأي العام بسرد احداث غبية لا تمت للواقع باي صلة بل ان الوزير ذهب الي أبعد من ذلك بإعطاء الأوامر للتصدي الى المحتجين في شوارع العاصمة وفي نقاط عديدة من البلاد.
ومن جانبه اعتبر عضو الحركة هيثم التباسي ان اغتيال شكري بلعيد هو اغتيال لمجهودات تفادي اي منزلقات للعنف خاصة وان الضحية كان يستعد للدعوة الى مؤتمر موحد لمجابهة العنف كما انه كان يتحرك من اجل اعادة تفعيل مشروع الحوار الوطني الذي نادى به الاتحاد العام التونسي للشغل وهو نفس المحور الذي كان من المقرر ان يناقشه بلعيد مع الأمين العام للاتحاد حسين العباسي الا ان يد الغدر طالته قبل الموعد بقليل.

مسيرة الفقيد في سطور
ولد السياسي والحقوقي شكري بلعيد الامين العام للوطنيين الديمقراطيين الموحد والقيادي في الجبهة الشعبية - الذي اغتاله رصاص الغدر أمس امام مقر اقامته بالمنزه في سيناريو حبس أنفاس التونسيين- يوم 26 نوفمبر 1964 بجبل جلود وكان ناشطا سياسيا في الجامعة وعرف بنضاله السياسي خلال حكم الرئيس المخلوع بن علي ومواقفه في احداث الحوض المنجمي سنة 2008 واحداث بن قردان ومساندته للثورة التونسية منذ اندلاع شرارتها الاولى بسيدي بوزيد في ديسمبر 2010 .
والفقيد هو احد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية التونسية، تحصل على اجازة في الحقوق بالعراق ثم واصل تعليمه بجامعة باريس 8 حيث تحصل على شهادة المرحلة الثالثة وهو وجه من وجوه المعارضة التونسية وعضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وكان الناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين التي تاسست بعد الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع وترشح لانتخابات المجلس التاسيسي على راس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي تحت اسم ائتلاف الكرامة الا انه تحصل فقط على 0,63 من الاصوات .ويعتبر بلعيد أحد الاطراف الاساسية التي دعت الى تكوين الجبهة الشعبية التي تأسست في أوت 2012 وضمت 12 حزبا من الاحزاب اليسارية والقومية والعلمانية والشخصيات المستقلة .
وكان المرحوم شكري بلعيد في بداية مسيرته النضالية احد زعماء فصيل الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة صلب الحركة الطلابية اليسار الراديكالي ثم جند بمنطقة رجيم معتوق سنة 1987 بسبب انتقاداته العديدة للسلطة في فترة الحكم البورقيبي.
وتولى عضوية المكتب التنفيذى للاتحاد العام لطلبة تونس بعد انعقاد موتمره الاستثنائي 18 الخارق للعادة سنة 1988،عرف بنضاله النقابي والحقوقي وبدفاعه الشرس عن الطبقات الضعيفة والجهات الداخلية التي تعاني من البطالة والتهميش.
وعرف الفقيد بانتقاده للسلطة ومواقفه المناهضة للعنف السياسي داعيا باستمرار الى ضرورة حل رابطات حماية الثورة وعقد مؤتمر وطني لمكافحة العنف محذرا كذلك من الاغتيالات السياسية مما يؤكد مخاوف تنبأ بها بلعيد نفسه من ان تونس بصدد الدخول في دوامة العنف السياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.