«ع- الدورة» واحد يتعب ويشقى والآخر يفنى على اللقمة الباردة..هذا أبسط ما يمكن أن يُقال على حالة هذا الرجل الذي «بنى وشيّد» وأولئك الذين سطوا على محله في «النهار والقايلة» .هو رجل اختار تجارة الفواكه الجافة وتوابعها (حمّاص).. اكترى محلا في نهج لا يخلو لحظة من مئات البشر المارين.. دفع ثمن الكراء وشرع في تجهيز محله الجديد بما اشترى من سلع لازمة.. وعندما انتهى من ذلك عاد الى منزله القريب يروم «تعسيلة» يبعد بها التعب ليعود بعدها الى محله فينطلق على بركة الله في العمل.. وبعد حوالي ساعتين (ومثلما قُلت في النهار والقايلة) عاد الى محله فوجده «سقف وقاعة» كيف حدث ذلك؟ لا أحد يعلم سوى أولئك الذين لم يعد يخيفهم لا قانون ولا هم يحزنون لأنهم «رقعة» بكل ما في الكلمة من معنى ولو كانوا غير ذلك لما وجدوا الجرأة على السطو تحت أنظار الجميع. من الصحيح؟ في محلات الشحن الهاتفي الصحيح (لايت وأتحدث هنا عن تليكوم) مازلنا لم نفهم أي «الشحنين» أصحّ. فعندما تشحن عند بعضهم (دينارا على سبيل المثال) لا يطلب منك أكثر من دينار. وبعد عملية الشحن تصلك إرسالية قصيرة تعلمك بأن مبلغ 943 مليما قد انضاف الى رصيدك بعد خصم 6% بعنوان أداءات ويأتيك رقم التحويل ورقم تأكيد وصول المبلغ ومبلغ رصيدك بعد الشحن. أما اذا شحنت عند شخص آخر فيأخذ منك دينارا و100 مليم ثم تأتيك إرسالية جافة تقول لك إن مبلغ دينار قد شُحن في حسابك من قبل رقم كذا. الآن أريد أن أسأل أيهما أصح؟ هل هو الاول الذي يعطينا كل شيء بالتفصيل أم الثاني الذي يأخذ منا أكثر من ال 6% القانونية؟ واذا كان الأول هو الاصح متى تعمّم هذه الخدمة التي خلق الاختلاف فيها مشاكل كثيرة بين الشاحنين والمشحون لهم. «مَرهْوِجْ» كانت السيارة قادمة في الشارع الكبير تترنح يمينا وشمالا فقلت في نفسي «يا رسول الله ضاربها سيس دوز ع الصباح» فأجابني صاحبها فورا عندما مرّ أمامي واكتشفت أنه كان يتكلم بالهاتف الجوال.. وتصوروا الآن لو أن هذا الشخص ارتكب حادثا أفلا تصير الشعرة فيه بمليون؟ ومرة أخرى أسأل لماذا لا يخاف بعض الناس من القانون؟! وبكل وضوح أجيب لأن الخطية «هدرة» فارغة ولا يخافها غير الفقراء. «تاعب مسكين»! صديقي هذا موظف عمومي يَشْغُل في إدارته موقعا حساسا.. في الثامنة صباحا أراه.. في التاسعة أراه.. في العاشرة أراه.. مع منتصف النهار أراه.. في الثالثة والرابعة والخامسة مساء أراه.. مع منتصف الليل (طبعا خارج إدارته) ذات مرة قلت له «ظاهر فيك تاعب ياسر في الخدمة خوذ كونجي وارتاح شوية» فقال «بالطبيعة تاعب مادام ندخل في نصف النهار ونخرج نصف النهار غير ربع»!! رصد: جمال للتعليق على هذا الموضوع: