بسمة الخلفاوي منين تجيب في القوة؟؟ سؤال طرحه باكيا نزار الشعري منشط برنامج "كلام الناس" على قناة "التونسية" على أرملة الشهيد شكري بلعيد الحاضرة معه في الاستوديو.. وكانت القوة من جديد عبر جوابها النابع من الاعماق بعد تنهيدة كبيرة قالت بعدها: "نجيب في القوة من ضرورة المواصلة.. من ضرورة إنّا نكمّلو.. من ضرورة إنّا نهزو المشعل إلّي خلاّه شكري.. نجيب في القوة من إلّي حبّو هو.. من عطاه هو.. نجيب في القوة من خطورة المرحلة.. من حب الناس إلّي ريتو في الجنازة متاعو وإلّي قبل الجنازة متاعو.. نجيب في القوة من الحب إلّي حسيتو في الناس من نهار إلّي تضرب فيه شكري بلعيد بالكرطوش وخرجو الناس بعفوية.. نجيب في القوة من دموع النساء العجائز الّي جاو للكلينيك وشفتهم .. نجيب في القوة من كل ذرة حزن حسيتها عند الناس الّي دايرين بيّ الكل وإلّي ما وصلونيش وإلّي ما جاونيش وإلّي في الخارج وإلّي في تونس..." كلمات زادت من حيرة الجميع حول هذه المرأة الحديدية التي خرجت لتلقى زوجها مصابا بالرصاص داخل سيارته لتحمل شجاعة الابطال بين كفيها وتحمل جسد زوجها المخضب بالدماء على سيارة الاسعاف.. وهي كذلك لم تبخل بالمعلومة على وسائل الاعلام ثم وبعد الوفاة كانت هناك لا تنظر لزوجها المغتال برصاص الغدر بل كانت تنظر الى الوطن تنظر الى تونس تنظر الى الامانة التي تركها زوجها.. حملت في صدرها شجاعة أعتى الرجال وقلب الاسود لتصبّر الجميع في مصابها.. كفكفت دمعها مؤكدة أن ارض تونس الخضراء التي ارتوت بدم الشهيد شكري بلعيد لا يجب أن ترتوي بالدموع ليبقى لون الدم طاغيا وليعرف الجميع ان ذلك اللون الاحمر ليس سوى طريق سطره زوجها ليسير على هديه البقية. من أين لها كل تلك القوة التي نقلتها الى ابنتيها نيروز وندى.. زوجة وبنتان صغيرتان كفكفن دمع شعب بأسره.. شعب رفض ان تتحول البلاد الى حمام دم والى مرتع لعصابات تقتل من أجل فرض الراي بالقوة وبكل تعصب اعمى وبكل حقد دفين.. من أين لها كل تلك القوة لتخرج في التلفزات غارسة في هذا الشعب قوة جبارة تدعوهم الى الدفاع عن هذا الوطن العزيز الذي يحكمه من يحكمه لكن بكل ديمقراطية.. من اين لها كل تلك القوة لتستنهض شعبا خرّ ارضا بسقوط جسد شكري بالعيد بتلك الطريقة البشعة الجبانة ولتمد يدها للجميع داعية ان ينهضوا ليكملوا المشوار الذي بدأه زوجها الشهيد. من أين لك كل ذلك لتعلني سويعات قليلة من استشهاد زوجك.. ووسط حشود تجمعت في شارع الحبيب بورقيبة أن "صراعنا مع القتلة لن يكون إلاّ بالفكر والكلمة، لن يكون بالعنف والقتل والإرهاب.. لن نقاومهم بسلاحهم وبجهلهم وبتعاليمهم التكفيرية وكرههم وبغضهم وتعطشهم لسفك الدماء". من أين لها تلك القوة.. لتقف جانب نعش زوجها وهو يسير نحو مثواه الاخير ملوحة بعلامات النصر وتزغرد زفة الشهيد داعية الى مواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة. بسمة الخلفاوي لا يمكن لنا الا أن نقف إجلالا واحتراما لك لقد كنت عزاء التونسيين مسيسين وغير مسيسين في فقدان أحد أبناء هذه البلاد المناضل الباسل شكري بلعيد. كم أنت عظيمة يا امرأة.. كم انت عظيمة يا زوجة الشهيد ولن نقول "أرملة".. كم أنت عظيمة يا بسمة الخلفاوي بلعيد.. كم أنت عظيمة يا أم نيروز وندى.. اليوم ونحن نراك تقفين ونسمعك تتكلمين لا يمكن إلا أن نقف إجلالا واحتراما لك لأنك شرّفت كل التونسيين والتونسيات على حدّ سواء. لا يمكن أن نقول الا "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة".. فما أعظمك يا امرأة...