رغم مرور فترة على حدوثها فان الحادثة الاليمة التي هزت المملكة العربية السعودية والمتمثلة بقتل داعية اسلامي لابنته ذات الخمس سنوات "لشكه في سلوكها" كما ذكرت الصحف السعودية والخليجية عموما. وتعود اطوار هذه الحادثة التي تعود الى السنة الماضية عندما ألقت السلطات السعودية القبض على الداعية الاسلامي فيحان الغامدي المتهم بتعذيب ابنته لمى حتى الموت لانه وفقا لما قاله في التحقيق، وذكرته الجرائد السعودية ان الطفلة ادخلت إلى العناية المركزة وهي تعاني من نزيف في الرأس نتيجة تعرضها لكسر في الجمجمة، بالإضافة إلى كسر مضاعف في يدها اليسرى وبعض الكدمات في أجزاء متفرقة من جسمها، فضلاً عن آثار الحروق بسبب تعرضها للكيّ. وقد قالت والدة الطفلة «لمى» انها عندما ذهبت إلى المستشفى وجدت ابنتها في حالة صعبة للغاية. وجاء في التقرير الطبي بأنها تعرضت للضرب بالسوط والسلك الكهربائي بالإضافة إلى الكيّ والحرق ممّا أدّى الى إصابتها بسكتة دماغية وكسور في الجنب الأيمن واخرى في أطرافها وتعرضها للضرب المبرح أتلف كل جسدها. وقالت ارملة الداعية الغامدي: "عندما سألت طليقي أكثر من مرة عن سبب تعامله السيّئ مع ابنتنا، كان يرد بالضحك والقهقهة فقط رغم أنه يظهر عبر شاشات التلفاز ليقدم المحاضرات الدعوية والنصائح التربوية. واستطردت: كنت اسأله "ألا تؤثر فيك البرامج التي تقدمها؟" فكان لا يرد ويضحك. واوضحت ان الغامدي لم يكن يشتري لابنته الملابس في العيد، وكان يتركها من دون طعام رغم أن الله أنعم عليه بالكثير لكنه لم يحفظ هذه الطفلة البريئة. ويذكر أن فيحان الغامدي كان قد صرح لإحدى الصحف السعودية أنه عاش حياة التشرد والإقامة في دار الأيتام بعد طلاق والديه وإدمان المخدرات منذ كان عمره تسع سنوات وحتى بلغ 26 سنة، الى ان اهتدى على يد بعض الرجال الذين تعرف عليهم بالمسجد وساعدوه في إيجاد وظيفة بوزارة التربية والتعليم السعودية، كما ساعدوه في تحمل تكاليف الزواج. واوضح الاعلام السعودي في نقله لقول الغامدي تاكيده على ان سبب إقدامه على هذا هو شكه في سلوك طفلته الصغيرة، علماً بأنه تمّ التأكد من عذريتها، وتخشى والدة "لمى" أن يفلت القاتل من العقاب بدعوى حالته النفسية، أو أن تطبق عليه القاعدة الفقهية المعمول بها والواردة في كتاب "المغني" لابن قدامه وهي: "لا يقتل إن قتل ولده، ولكن تقتل الأم بقتلها ولدها".