خرج وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية عن صمته واشار الى الخلاف القائم مع وزير الرياضة طارق ذياب مبرزا في الوقت ان عديد التسريبات وبعض التصرّفات كإنهاء مهام رضا كريم الكاتب العام للجامعة لبلوغه سن التقاعد وبعض الاداريّين الآخرين. ويبدو ان اولاد الحلال قد سربوا لوديع الجريء معلومات تفيد أن طارق ذياب يحاول رد الفعل على الاخذ بنصيحته والتعاقد مع نبيل معلول كمدرب للمنتخب. وديع الجريء ضاق به الحال فنشر على موقع الجامعة التونسية لكرة القدم رسالة وجهها الى راشد الغنوشي يسرد فيها التصرفات التي اتاها وزير الرياضة ضده على اعتبار ان طارق ذياب منتم الى حزب «النهضة». واذا كان وديع الجريء معذورا لانه بلغ الامر بالبعض الى مضايقته في مقر عمله فان من صنع هذا السيناريو وحبكه قد نجح في الايقاع بين الجامعة والوزارة فمن الطبيعي ان تكون هناك اختلافات في الافكار والقرارات ولكن ليس الى حد اعلانها على الملإ. وقد فهمت بعض التصرفات كوضع حد لعدد من المتقاعدين على انها ضربة للجامعة التي لم تأخذ باقتراح طارق المتمثل في انتداب خالد بن يحيى مدربا ولو أن الوزير اعطى رأيه كلاعب كبير لكن المحيطين بهذه المسألة سكبوا البنزين على النار من أجل اشعالها وحوّلوا المقترح الى امر وظهر معلول ضحية في الصورة وغير مرغوب فيه وهنا نقول «بركاتك يا معلول» فهذا الرياضي قد برز على انه عنصر خلاف حيث مرّ لان قرار إنهاء مهام المتقاعدين صادر عن الوزارة الاولى منذ أشهر لكن تطبيقه خلال هذه الفترة فهم على انه ردة فعل من الوزير ضد اختيار معلول الذي عرف كيف يتسلل الى الهالة الاعلامية ويستخدم طاقاته الجبارة وعلاقاته لينصّب نفسه مدربا للمنتخب. وقد تفهم بعض تصرفات الوزارة على انها ردة فعل ضد الجامعة التي اختارت نبيل معلول لعدة اسباب منها ان الجريء اعترف بعدم ادراج اسم بن يحيى في القائمة عندما استشار طارق وما كان من الوزير الا ان اعطى رأيه واقترح خالد بحكم معرفته به لكن لا يجب ان يصل هذا كله الى حدود محاولة فرض اسم معين فقد يكون الجريء (الذي له اعذاره) رغم اختلافاتنا معه منذ عدة سنوات في موقف ضعف وضعه فيه معلول منذ اشهر وفهم على ان هناك علاقة قوية بين الطرفين فقد خرج معلول في احدى الندوات الصحفية ايام كان مع الترجي وقال انه قام بتسريح بعض اللاعبين للمنتخب من اجل «عيون سي وديع» وليس لسامي الطرابلسي وهو تجاوز كان لابد من محاسبة معلول عليه لان المنتخب فوق الجميع ولا يقع تلبية دعوة اللاعبين من اجل الاشخاص. وفي مناسبة قال ايهاب المساكني بعد احد اللقاءات معلقا على إبعاد يوسف عند بروز قضية المستشهر وقال ان «المدرب القادم للمنتخب هو معلول» وبالتالي كوّن معلول (من حيث لا يدري الجريء) خصوما في الوزارة خاصة لرئيس الجامعة لان معلول يخطط جيدا وله استراتيجيات واضحة زيادة عن اننا ندرك جيدا حقيقة علاقته بطارق فهو لا يصعد الى المنصة التي يوجد فيها الوزير.. وبالتالي نقول «بركاتك يا معلول». وبغض النظر عما سمي سجل معلول الحافل (الذي لدينا ما نقول فيه الكثير من خلال معرفتنا به منذ كان لاعبا) لابد ان ندرك بأن طبيعة الظرف تقتضي ان تلتف الجامعة حول الوزارة والعكس بالعكس ولا ايضا من تهدئة الخواطر ولا يجب ان يفرقع ظهور معلول في الادارة الفنية الوطنية العلاقات فمعلول مرفوض من عديد الاعلاميين وعديد مسؤولي الاندية وايضا عديد اللاعبين في المنتخب نفسه ومرفوض من عديد المدربين وعديد الاطراف المحيطة بالمنتخب فهؤلاء يعتقدون ان مدرب المنتنخب مثل عنصر تشنج حيث مر منذ كان لاعبا ولكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو مصلحة المنتخب والكرة ككل بدليل ان اول ظهور لمعلول في الجامعة قد اثار كل هذه الضجة حتى ان طارق ذياب قال لاحد المقربين منه ان ما يقال زوبعة في فنجان لان معلول وبن يحيى لا يعنيان له شيئا امام المصلحة الوطنية وفي ظل الظرف الذي تمر به البلاد لا يهمه شأن مدرب المنتخب بقدر ما يهمه ما يحدث على الساحة واما وديع الجريء فقد اكتفى بما قاله وفتح فسحة امل انفراج العلاقات ولو انه معذور في ما قاله لان التسريبات وبعض الاجراءات تزامنت مع التجاذبات والضغوطات التي رافقت عملية الاختيار على مدرب للمنتخب، وقد تعرّف الجريء على طبيعته البدوية الريفية دون السقوط في المناورات والمهادنات وقد ظهر معلول المستفيد الوحيد من هذه الضجة لكن لا يهم فمصلحة المنتخب تقتضي توحّد الاطراف المختلفة بعيدا عن شخصنة المسائل لانه مثلما يقول المثل الفرنسي «الوقت كفيل بكشف الحقيقة».