منذ ما يسمى بعملية تشخيص الشهيد شكري بلعيد يوم الثلاثاء الماضي من قبل الطرف الذي ساعد في عملية الاغتيال، وبعد الاعلان عن التعرف عن شخصية المنفذ للعملية وهويته وعنوانه، تواتر الحديث عن محاصرة هذا الشخص واحتمالات القبض عليه وتسليمه للعدالة في ظرف ساعات قليلة... ومرت هذه الساعات وتحولت الى ايام.. و"الحصار" متواصل.. والشعب ينتظر في القاء القبض على "المتهم الرئيسي" على أمل أن يكشف من ورائه إن كان بالطبع مدفوعا- ومن أمر بالاغتيال ومن سهل للاغتيال ومن أخفى معالم الجريمة... الوقت يمر والشك تسرب الى التونسيين وتعددت التأويلات وتشتت الاتهامات و"القاتل" مازال محاصرا لا نعرف اين.. والحصار طال وكأن هذا الشخص"رامبو" او "شوارزنغير" مدججا بالأسلحة الثقيلة يصعب معها الاقتراب منه.. محاصرة "قاتل" شكري بلعيد تذكرنا بمحاصرة قوات الأمن والجيش الوطنيين بداية من يوم 10 ديسمبر الماضي لعناصر ارهابية مسلحة يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة قيل ان عددهم يفوق ال40 عنصرا اختبؤوا في جبال القصرين وبالتحديد في جبل السنك بمعتمدية فريانة ومنه انطلقوا إلى منطقة جبل الشعانبي القريبة من الحدود الجزائرية. وقيل ان هذه المجموعة المسلحة تم تطويقها بعد ان قتلت احد عناصر قوات الحرس الوطني بطلق ناري. ومنذ ذلك الوقت لم نسمع عن هذه المجموعة الارهابية وعن مصيرها وعن نتيجة التطويق والمحاصرة ولم يخرج وزير الداخلية للاعلام متحدثا عن القبض على هذه المجموعة المتحصنة بالجبل والتي قتلت عون حرس ينتمي الى هذه الوزارة...اختفت المجموعة وتوقف الحديث عن العون الضحية.. وتوقف الملف في حصار المجموعة في احد الجبال... فهل ان تلك المجموعة ما زالت محاصرة الى حد الان دون ان تتزود بالاكل والشرب ام ان قواتنا تمكنت من القاء القبض عليها وان كان كذلك لماذا صمتت وزارة الداخلية عن هذا الانجاز... ام ان في الامر مسائل أخرى خاصة ان الاعلان عن هذه العملية تزامن مع ما تمر به تونس وقتها من ازمة بين اتحاد الشغل والحكومة اثر الاعتداء على مقر المنظمة الشغيلة ومناضليها يوم احياء ذكرى اغتيال زعيمها فرحات حشاد وتزامن مع احتمالات الاعلان عن الاضراب العام.. كذلك ومنذ ايام شهدت مدينة سيدي بوزيد مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين في احد المساجد، أصيب خلالها عون أمن برصاصة في كتفه وعون ثان برصاصة على مستوى يده. واعلنت وزارة الداخلية وقتها عن محاصرة عدد من المسلحين داخل المسجد المتواجد وسط مدينة سيدي بوزيد وتم تبادل اطلاق النار بينهم وبين قوات الامن الوطني... ومن وقتها لم نسمع عن انتهاء الحصار او القاء القبض على هذه المجموعة المسلحة. لا نرغب في أن تكون محاصرة "قاتل" شكري بلعيد شبيهة بما حصل يوم 10 ديسمبر في جبال القصرين او بعدها في سيدي بوزيد لتمر الايام ويغلق الملف.. ولا نريد ان نتدخل في سير عمل القضاء او التشويش على التحقيق... لكن نرغب بل نطالب فقط بالصراحة والشفافية.. فالأمل وكل الامل أن لا تطول عملية القاء القبض على "مجرم" ارتكب جريمة شنيعة اهتزت لها البلاد بل العالم بأسره.. وان كان هذا القاتل قد تمكن من الفرار والخروج من البلاد فمن الضروري الاعلان عن ذلك وفتح تحقيق في من سهّل له الخروج ومتى حصل ذلك.. ولماذا لم يهرب شريكه في العملية أم أن الفرار تم بعد القبض على الشريك وكشف اسم "القاتل الرئيسي"؟؟؟