هي رحلة للعذاب متواصلة بعد أن انطلقت منذ شهر فيفري لسنة2011 من جراء هروبهم من جحيم نيران المعارك العنيفة والتي عرفتها الأراضي الليبية خلال الأحداث التي أدت إلى سقوط نظام العقيد القذافي ليحط بهم الرحال بمنطقة الشوشة بمدينة بنقردان بعد أن تم تشييد مخيمات لهم من طرف الجمعيات والمنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين بهذه المنطقة التي تمتاز بمناخ طبيعي يصعب العيش فيه وذلك لإيواء قرابة 100 الف لاجئ وبعد أن قامت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بترحيل وإعادة توطين قرابة 99% من اللاجئين حيث لم يعد هذا المخيم اليوم يحتضن سوى 750لاجئا والذين بدورهم سوف يتم خلال الأيام القريبة القادمة إعادة توطين 350لاجئا بالولايات المتحدةالأمريكية لتبقى معاناة 400لاجىء متواصلة ومصيرهم مجهولا خاصة أمام اقتراب الموعد المحدد من طرف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمتمثل في غلق هذا المخيم نهائيا خلال بداية شهر جوان القادم ما جعل هؤلاء اللاجئين ينفذون الوقفات الاحتجاجية كل يوم أربعاء أمام مقر المفوضية بمدينة جرجيس وفي اعتصام مفتوح بالمخيم وذلك بسبب رفض مطالبهم المتعلقة بإعادة التوطين من طرف المفوضية. وقد اتصلنا بعدد منهم من اجل الحصول على أهم المطالب التي يريدون الحصول عليها فقد كانت كلها تتمحور حول المصير المجهول الذي ينتظرهم بداية من شهر جوان القادم وانهم يطالبون المفوضية بحقهم مثل غيرهم بالتمتع بإعادة التوطين وانهم يرفضون المقترح الذي تقدمت به المفوضية اليهم والخاص بإدماجهم داخل التراب التونسي وانهم أصبحوا يشعرون بانهم مهددون بالتشرد إلا أنهم لا يقدرون على العودة إلى أوطانهم الأصلية ولا يقدرون أيضا على العودة إلى الأراضي الليبية. وحسب ما اطلعنا عليه داخل هذا المخيم فان الوضعية الحالية تتطلب التدخل العاجل من كل الأطراف المسؤولة والتي لها صلة بهذا المخيم نظرا للوضع المتردي والظروف الصعبة التي أصبح عليها والتي تنذر بالخطر وباندلاع كارثة بيئية نظرا للإهمال الكبير الذي أصبح عليه المخيم خاصة من طرف المفوضية التي أصبحت وكأنها ترغب في الانسحاب قبل حلول شهر جوان والموعد الذي حددته من اجل إخلائه وغلقه نهائيا دون أن تجد حلا لهؤلاء اللاجئين الذين يبقى مصيرهم مجهولا والتشرد بصحراء بن قردان ينتظرهم.