أمام اصرار الجبهة الشعبية في مختلف تصريحات قيادييها على عقد مؤتمر وطني للانقاذ، تصر حركة النهضة بدورها على رفض هذه المبادرة رغم تاكيد ها المتواصل على انها مع الحوار الذي لا يهدف الى اقصاء الشرعية ورفض النهضة لهذا العنوان من الحوار قد يفسر بانها قد تكون احست ان الغاية من ورائه ضرب شرعيتها الانتخابية. ومن المبررات الاخرى لرفض حركة النهضة لمبادرة الجبهة الشعبية التي اقترحتها عقب عملية اغتيال زعيم "الوطد" الموحد الشهيد شكري بلعيد في فيفري الفارط هو الخوف من سحب البساط من المجلس التأسيسي التي تعتبره النهضة رمزا للشرعية. وبالتوازي مع دعوة الجبهة لحوار الانقاذ دعا بدوره الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الشوط الثاني من مبادرة الحوار الوطني التي كانت قد عقدت في 16 اكتوبر 2012 وأتت دعوة اتحاد الشغل في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي مرت بها تونس مؤخرا والتي اعقبت عملية اغتيال بلعيد. وكان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي قد دعا في احدى الندوات النقابية مؤخرا كافة مكونات المجتمع السياسي والمدني للمشاركة في الجولة الثانية من الحوار الوطني لتحديد رزنامة واضحة للمواعيد السياسية والانتخابية القادمة. عامر العريض: لم ترد علينا اي دعوة من الجبهة الشعبية حول مؤتمر الانقاذ وعن الاستعدادات للحوار الوطني وانخراط النهضة فيها اتصلت "الصباح" برئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض الذي اكد انه لم تحدد الى الان تواريخ بالنسبة لمبادرة الجولة الثانية من الحوار الوطني التي دعا اليها الاتحاد العام التونسي للشغل. وعبر قائلا "كحركة نحن دائما مع الحوار ونود لو تتوحد كل المبادرات المختلفة لعقد حوار وطني تحت قبة المجلس التأسيسي الذي هو انسب مكان لمثل هذه المبادرة ولا مانع لدينا من وجود مبادرات من مختلف الاطراف والمكونات السياسية في تونس". وعن اسباب رفض الحركة لمبادرة الحوار الوطني للإنقاذ الذي دعت اليه الجبهة الشعبية رد العريض قائلا "لم ترد علينا اية دعوة في هذا الاتجاه من قبل الجبهة الشعبية وإذا كان المقصود بالحوار الغاء ارادة الشعب والبحث عن مسار آخر فنحن نرفض هذا". سمير الشفي: مؤتمر الحوار يجب ان تحتضنه منظمة عريقة مثل الاتحاد اما عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي فقد افادنا ان الاتحاد هو بصدد التشاور مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين حول مسالة الجولة الثانية من مبادرة الحوار الوطني واعادة تفعيلها برؤية يحصل حولها اكبر قدر من التوافق، مؤكدا أن كل الأحزاب تدعم مبادرة اتحاد الشغل بما فيها الجبهة الشعبية". وبالنسبة للاستعدادات التي عبرت عنها الجبهة الشعبية من خلال تصريحات قيادييها حول تنظيم حوار وطني للانقاذ قال الشفي "ان الحوار الوطني يجب ان تحتضنه منظمة عريقة مثل الاتحاد العام التونسي للشغل وبإمكان الجبهة الشعبية وغيرها من الاطياف السياسية ان تطرح افكارا وتصورات اضافة الى ان الجبهة قد أعلنت رسميا دعمها لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل". وعن مشاركة حركة النهضة في مبادرة الاتحاد قال الشفي "لن نقصي أي طرف بما في ذلك حركة النهضة التي نجري مساعي لإقحامها في المبادرة التي ستعقد في القريب بقصر المؤتمرات بتونس تفاديا لأية تجاذبات سياسية ". احمد الصديق: مؤتمر الإنقاذ تحيين لمبادرة اتحاد الشغل وفي سياق متصل، أكد أحمد الصديق القيادي في الجبهة الشعبية ل "الصباح" انه لا سبيل للخروج من المأزق السياسي الحالي إلا بالتوافق على خارطة طريق دقيقة شهرا بشهر وأسبوعا بأسبوع ويوما بيوم ولن تحل المشكل قرارات تصدر عن المجلس التأسيسي بل لا بدّ ان تكون القرارات في ما يتعلق بالأجندة السياسية والدستورية والانتخابية موضوعا للتوافق داخل وخارج التأسيسي ولذلك لازلنا نتمسك داخل الجبهة الشعبية بمؤتمر وطني للإنقاذ تجلس فيه كل الأحزاب والمنظمات المهنية والجمعيات المدنية للاتفاق على تحديد ضوابط التنافس السياسي والاستحقاقات القادمة ومستلزمات توفير المناخ الملائم للذهاب الى الانتخابات القادمة. وحول الجولة الثانية من مبادرة الحوار الوطني التي دعا اليها اتحاد الشغل اعتبر الصديق انه لا فرق بين مبادرة الاتحاد وما دعت اليه الجبهة الشعبية والعبرة هي ليست في اسم المؤتمر وعنوانه بل بالمضامين المؤتمر، مؤكدا ان مبادرة الجبهة هي تحيين لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبار ان المعطيات السياسية تغيرت بعد حادثة اغتيال بلعيد. وحول رفض النهضة المشاركة في مؤتمر الانقاذ قال القيادي في الجبهة الشعبية "لا تزال النهضة مع الاسف راغبة في الانفراد بالقرارات في كل ما يتعلق بمضامين المؤتمر، وترحيبها بمبادرة الاتحاد هو ترحيب من حيث العناوين وليس من حيث المضمون ودليل ذلك انها في الوثيقة السياسية التي تشكلت عليها الحكومة الجديدة لا نجد اثرا لما يصرح به قياديوها بل نجدها مصرة على الحوار داخل التأسيسي الذي ادى في السابق الى ازمة بالبلاد لان الخارطة السياسية قد تغيرت من 23 أكتوبر الى اليوم والنهضة استمرت في رفضها لمعطيات الواقع السياسي الجديد".