قابس الأسبوعي: في الوقت الذي مازال فيه أهالي ولاية قابس تحت تأثير وقع الجريمة المزدوجة التي شهدتها مدينة الحامة قبل أسابيع وراح ضحيتها شابين (فتاة وفتى) بعد أن عمد الشاب الى إضرام النار في صديقته وفي جسمه إثر خلافات فوجىء متساكنو قابسالمدينة بوفاة شاب آخر حرقا على يدي فتاة لتحطّ المأساة مجددا بهذه المنطقة ففي الأسبوع الفارط فارق الشاب محمد بن الهادي الغرايري (من مواليد 22 جويلية 1974) الحياة بأحد المستشفيات بعد نحو أسبوع من الصّراع مع الموت والألم نتيجة المضاعفات البليغة للحروق والجروح التي طالت نحو 73% من جسمه جرّاء تعرّضه للحرق بجربة. ولمزيد من التوضيحات أتصلت «الأسبوعي» بوالدة الضحية وعادت بالمعلومات التالية. الزيارة الأخيرة ذكرت السيدة زهرة والدة الهالك ان أبنها يعمل منذ نحو سبعة أعوام بأحد النزل بالمنطقة السياحية «جربة ميدون» وكان «يزورني من حين لآخر ويهاتفني للأطمئنان عليّ ولكن اليوم رحل الى الأبد وأصبحت وحيدة». وأضافت الأم الملتاعة: «قبل أيام من وقوع هذه الجريمة الفظيعة زارني رفقة عدد من زملائه وأصدقائه ثمّ توجهوا الى الملعب حيث شاهدوا مباراة في كرة القدم قبل أن يعودوا الى جربة». مكالمة هاتفية وأفادتنا الأم المسكينة أنّها يوم الواقعة كانت في البيت عندما تلقت مكالمة هاتفية تعلمها بأن فلذة كبدها تعرّض لحادث وأنه في المستشفى «قبل ان أعلم حقيقة ما تعرض له محمّد.. لقد علمت أنه تعرض للحرق من قبل فتاة ظلّت تلاحقه منذ فترة ولكنه يرفضها خاصة وأنه كان ينوي الزواج في الصائفة القادمة». فظاعة الأطوار وعن وقائع هذه الجريمة قالت السيدة زهرة: «في حدود الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم وبينما كان أبني يغط في النوم رفقة عدد من أصدقائه وزملائه فوجىء بطرق على باب شقته قبل ان يعلم أن الطارقة هي تلك الفتاة التي ظلت تلاحقه منذ فترة ففتح لها بعد أن أعلمته بأنها جاءت لتتحدّث معه حول أمر بات يؤرقها وما أن فتح ابني الباب حتى حصلت الفاجعة». وذكرت محدثتنا ان الفتاة وقبل ان تطرق الباب كانت سكبت البنزين على الباب والأرضية وكامل المدرج وعندما فتح محمد الباب أشعلت عود كبريت تحت ساقيه فأشتعلت النار حينها قامت برش البنزين على جسم الشاب ولاذت بالفرار. فظلّ المسكين يصيح من شدة الألم ثم ارتمى فوق كدس رمل لإطفاء النار وساعده أحد أصدقائه ورغم ذلك فإنّ الحروق طالت نحو 73% من جسم محمد وتسببت في وفاته بعد نحو أسبوع فيما ألقي القبض على القاتلة وهي فتاة في العقد الثالث من عمرها من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية بجربة حيث أعترفت بما نسب إليها وأكدت أن قرار محمد بالتخلي عنها دفعها لأرتكاب هذه الجريمة البشعة. الطاهر الطالبي