من مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم النبيلة: قالت سفانة بنت حاتم الطائي حين كانت من سبايا طيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا محمد: هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت ان تخلي عني، فلا تشمت بي أحياء العرب، فإني بنت سيد قومي. كان أبي يفك العاني (الأسير) ويحمي الذمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي» فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك اسلاميا لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق».
قالت عكرشة بنت الأطرش بن رواحة: «كونوا قوما مستبصرين في دينهم، مستظهرين بالصبر على طلب حقهم» وأضافت «إياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرى الاسلام، ويطفئ نور الحق» ثم قالت «إن اللبيب إذا كره أمرا لا يحب إعادته». قالت أم سنان بنت خيثمة لمعاوية: «إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة، وأعلاما ظاهرة، وأحلاما وافرة، لا يجهلون بعد علم، ولا يسفهون بعد حلم، ولا ينتقمون بعد عفو، وإن أولى الناس باتباع ما سن آباؤه لأنت...».
بطولة أسماء بنت أبي بكر: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاصدين المدينة. أتى نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت عليهم اسماء بنت أبي بكر البالغ عمرها سبع سنوات فقالوا لها: «أين أبوك؟» قالت لهم «لا أدري» فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدها لطمة طرح قرطها من أذنها. أما أبو بكر فقد احتمل ماله كله معه خمسة آلاف درهم وانطلق بها مع رسول الله ولما جاء أبو قحافة، وكان اعمى فقال: إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، فقالت له أسماء: «كلا يا أبت انه قد ترك لنا خيرا كثيرا فأخذت احجارا فوضعتها في كوة في البيت كان يضع أبو بكر ماله فيها ووضعت عليه ثوبا ثم أخذت بيده فقالت: «يا أبت ضع يدك على هذا المال فوضع يده عليه وقال: «لا بأس اذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، في هذا بلاغ لكم» وفي الحقيقة ما ترك أبو بكر لهم شيئا، ولكن أرادت هذه الطفلة الذكية البطلة أن تطمئن هذا الشيخ العاجز».