غزت الإضرابات القطاعية تونس من جديد مؤخرا فبعد إضراب أصحاب التاكسي الفردي الأسبوع الفارط اضرب اليوم وغدا موزعي قوارير الغاز مع الحديث عن إمكانية حدوث موجة أخرى من الإضرابات في قطاعات حساسة مثل المخابز مما يطرح تساؤلا جوهريا عن جدوى العقد الاجتماعي الذي امضي في 14 جانفي الفارط بين الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف والحكومة؟ وهل ان العقد الاجتماعي يمنع الحق النقابي المتمثل في شن الإضرابات ؟ وجدير بالذكر أن العقد الاجتماعي هو توافق بين الحكومة وأطراف اجتماعية حول عدد من المبادئ والتوجهات قصد معالجة بعض المشاكل الاقتصادية لكن وحسب عديد النقابيين فان العقد الاجتماعي لا يعني إلغاء الإضرابات بل هو تثبيت للحق النقابي. وبالرغم من ان العقد الاجتماعي يمثل احد مقومات الاستقرار السياسي والوئام الاجتماعي والنمو الاقتصادي والطريق الأمثل لتجاوز التوترات الاجتماعية على حد قول رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي أثناء إمضاء الاتفاق الثلاثي إلا ان ما نلاحظه ان مسلسل الإضرابات لم يتقلص بل شمل مؤخرا قطاعات حساسة مثل إضراب أصحاب التاكسي الفردي كما شنت بدورها الغرفة النقابية الوطنية لموزعي الغاز المنزلي إضرابا بيومين أمس واليوم (25 و26 مارس الجاري) وذلك احتجاجا على تهميش القطاع منذ الستينات وعزوف الدولة عن إصلاحه رغم المراسلات العديدة لفتح الملف ومعالجة نقائصه على حد قول محمد منيف رئيس الغرفة الذي أكد ل"الصباح" ان اول طلب رفعته الغرفة هو تشريكها في جميع القرارات المتعلقة بالقطاع وتحيين منحة التوزيع التي ظلت على حالها مقابل غلاء شاحنات توزيع قوارير الغاز وغلاء اليد العاملة. كما افاد ان بعض الشركات لا تعطي المنحة المحددة ب 735 مليما على قارورة الغاز الواحدة كاملة الى بعض الموزعين مشيرا الى ان المطالب المرفوعة الى الجهات المعنية التي اتت على اثر الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات والتي تسببت في زيادة مصاريف موزعي الغاز اليومية من 150 الى 200 دينار. ونبه منيف في سياق حديثه الى معاناة بعض الموزعين لقوارير الغاز مما قد يتسبب في إفلاسهم ولذلك طالبنا بزيادة ب 100 مليم في منحة التوزيع على قارورة الغاز الواحدة لكن لم نجد تجاوبا من قبل الجهات المعنية علما وانه جرت مفاوضات بين الغرفة والإدارة العامة للطاقة ولم نلق أي تجاوب، كما لم يحسوا بخطورة الوضع مما اضطرنا الى الاجتماع وقررنا الإضراب بيومين مع إمكانية التصعيد أي الدخول في إضراب لأكثر من يوم.