على اثر جريمة قتل فظيعة حصلت في حي الزهور من مدينة القصرين خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد قام فيها شاب لم يتجاوز عمره 20 سنة "بذبح" شاب متزوج ( 26 سنة – أب لمولودة حديثة الولادة) بعد ان اصابه بآلتين حادتين كانتا معه حيث طعنه بالأولى في رقبته والثانية في جنبه.. طالب أهالي الضحية السلط الأمنية بإيقاف القاتل بعد ان قدّموا لهم هويته كاملة وبيّنوا لهم المكان الذي يتحصن فيه بالفرار وهو منطقة "المثنانية " في الطريق المؤدية إلى جبل السلوم لدى اقاربه.. وأمام تأخر الأمن في إلقاء القبض عليه بادر جمع من اقاربه ليلة الاثنين حوالي الساعة التاسعة بالاحتجاج على تواصل فراره مما أدى إلى حالة احتقان كبيرة مع بعض أهالي الجاني سرعان ما تطورت إلى غلق للطريق الرئيسية لحي الزهور من الناحية المؤدية إلى الإعدادية بالعجلات المطاطية المشتعلة ومختلف الحواجز. وحسب مصادر أمنية تحدثت إليها "الصباح" فان مجموعة من أقارب القاتل قدموا على متن شاحنات خفيفة حاملين بنادق صيد وعبوات "مولوتوف" لمواجهة خصومهم وكانت معهم قنابل غاز تبيّن فيما بعد أنها من صنع اسباني تستعمل لتفريق المظاهرات وتفرز غازا كثيفا يبدو انه تم جلبها عن طريق مهربين من الجزائر.. وقد تواصلت المواجهات بين الطرفين إلى ساعة مبكرة من يوم أمس الثلاثاء وانضم إليها متساكنون متعاطفون مع عائلة القتيل وتم تبادل الرشق بالحجارة و"المولوتوف ". ولما تدخل الأمن للفصل بينهما واجهوه في الأول بالحجارة مما تسبب في تهشيم البلور الأمامي لسيارتين أمنيتين ثم بعد إقناع أهالي القتيل بان قوات الامن جاءت لحمايتهم فسحوا لها المجال للتصدي لأصحاب بنادق الصيد واضطرارهم للانسحاب على متن شاحناتهم الخفيفة نحو طريق جبل السلوم لتنتهي المواجهات حوالي الساعة الثالثة فجرا بحصول بعض الإصابات المختلفة في صفوف الطرفين لكنها ليست خطيرة.. وعرف حي الزهور أمس الثلاثاء هدوء حذرا خوفا من تجدد المصادمات ثم تدخل بعض كبار "العرشين" لمحاولة الإصلاح بينهما مقابل العمل على تسليم القاتل إلى السلط الأمنية لمقاضاته لأنه لا احد من اقاربه يرضى بان يبقى بعيدا عن أيدي القانون وعلمنا ان اطرافا من عرش القاتل توجهوا الى أهل الضحية وقدموا لهم التعازي واكدوا لهم ان ما حصل ليلة اول امس لم يكن الا تصرفا من شبان متهورين وحتى لا يستغل بعض المنحرفين الوضع لإحداث الفوضى من جديد تعهد الطرفان بتهدئة الاجواء ودعوا الجميع الى ضبط النفس.. ويبقى إلقاء القبض على القاتل السبيل الوحيد لإطفاء " نار" عائلة القتيل وعلى السلط الأمنية الإسراع بإيقافه وتسخير كل الإمكانيات اللازمة للعثور عليه والوصول إلى مخبئه وايداعه السجن حتى يوضع حد لحالة الاحتقان والتوتر.