علمت"الصباح" من مصدر أمني مطلع أن الوحدات الأمنية لإقليم الشرطة بأريانة وتحديدا على مستوى إحدى مناطقها الأمنية ألقت خلال الأسبوع الجاري القبض على كهل في الأربعين من عمره صادرة في شأنه عدة مناشير تفتيش للاشتباه في مسؤوليته عن سلسلة من عمليات الاعتداء بفعل الفاحشة، وقد أذنت النيابة العمومية بإحالته على أنظار مصلحة وقاية الأخلاق التابعة لإدارة الشرطة العدلية لمواصلة التحريات. أوراق القضية تفيد بأن المشتبه به وهو عامل بورشة نجارة يعاني على ما يبدو من عقدة نفسية دفعته إلى التقرب من الأطفال واستدراجهم بطرق ملتوية إلى الضيعات الفلاحية بأحواز إحدى مدن ولاية منوبة قصد الاعتداء عليهم. وحسب مصدرنا فإن النجار تمكن من ربط صداقات عديدة بأطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم 15 سنة فيما يبلغ عمر أصغرهم 13 سنة يبدو أن أحدهم يعمل"صانع" نجار فيما انقطع جل البقية عن الدراسة لأسباب مختلفة، ثم بدأ يتقرب إليهم حتى توطدت العلاقة بينه وبينهم خلال فترات متفاوتة، بدأ يصاحب كل واحد منهم على انفراد وينظم له جلسة خمرية في إطار"تخدير الضحية" بالكحول، وما أن تظهر علامات السكر على النديم الصغير فإنه يبدأ بالتحرش به وملامسته ثم يقوم بمفاحشته، وعندما يقضي وطره منه يطلب منه التستر وعدم الإفصاح عن الأمر لعائلته. المتضررون بينهم عشرة أشعروا أقاربهم بالاعتداءات الفظيعة التي تعرضوا لها وبلغ الأمر إلى السلطات الأمنية، إذ سجلت عشر شكايات مماثلة لدى مصالح الحرس الوطني وشكايتان لدى مصلحة وقاية الأخلاق، ورغم المجهودات المبذولة فإن المشتبه به الذي كان يستعمل سيارة من نوع بيجو 306 في مغامراته وتنقلاته تحصن بالفرار فصدرت في شأنه 12 ملحوظة تفتيش. وفي المدة الأخيرة تعرض طفل آخر للاعتداء بالفاحشة، إلا أن هذه العملية الجديدة لم تمر بسلام بالنسبة للمتهم إذ تفطن والد المتضرر للحادثة وتمكن من رصد الرقم المنجمي للسيارة وتسجيله ثم تقدم ببلاغ إلى أعوان الشرطة بجهته، فتجندوا للإيقاع بالمشتبه به، وبعد سلسلة من المجهودات والدوريات التي وفرت لهم معطيات خطيرة حول الجرائم الفظيعة التي ما انفك يرتكبها المتهم في حق الطفولة نصبوا له كمينا مساء أحد أيام الأسبوع الجاري تمكنوا إثره من القبض عليه قبل تسليمه لمصلحة وقاية الأخلاق، ومن المرجح أن يرتفع عدد المتضررين مع تقدم الأبحاث،إذ يعتقد وجود متضررين آخرين رفضوا التشكي.