انطلقت في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال مسيرة من أمام نصب ابن خلدون ضمت المئات من الاشخاص مناصرة لفلسطين في يوم الارض واختتاما لفعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي رفع خلالها، وبكثافة، علما فلسطين وتونس وصور الشهيدين شكري بلعيد وغسان كنفاني. وقد جابت هذه الجموع الغفيرة الجهة اليسارية لشارع الحبيب بورقيبة في اتجاه "الساعة" حاملين شعارات جلها لأجل نصرة الشعب الفلسطيني على غرار "فلسطين عربية.. يا تجار الدين الجهاد في فلسطين"، "مقاومة.. مقاومة.. لا صلح ولا مساومة"، "نصر عربي واحد.. شعب عربي واحد"، "لا وصاية أمريكية على الأراضي العربية".. "وكلاء الصهيونية هزوا أيديكم على القضية".. "ثوار.. ثوار.. الجبهة الشعبية تكمّل المشوار".. " يا شكري.. يا بلعيد على دربك لن نحيد". نفديك يا فلسطين في المقابل، وفي ساحة 14 جانفي، تجمهر أيضا المئات من الوفود الاجنبية العربية والغربية المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي وسط حضور إعلامي مكثف، رافعين وبكثافة علم فلسطين ليرددوا بدورهم نفس الشعارات والمطالب "فلسطين عربية.. لا للحلول الاستسلامية" و" الشعب يريد تجريم التطبيع".. "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وتقدمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المسيرة على راسها الأستاذ عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة الى جانب مناضلي الجبهة الشعبية حيث كان حضور مكونات المجتمع المدني مكثفا لتتوسط الوفود الأجنبية المسيرة التي امتدت اعدادها الى حدود شارع مرسيليا اين عبروا عن مساندتهم على إيقاع موسيقى السطمبالي والطبلة حيث رقص على موسيقاها المشاركون. تقدمت المسيرة ببطء شديد في اتجاه شارع محمد الخامس حيث تحول العدد الى الآلاف لونتهم فسيفساء من الألوان والأعلام طبعتها أجواء احتفالية بامتياز متراوحة بين ترديد الشعارات وبين الرقص والغناء والتصفيق والتصفير مصاحبة لقرع الطبول. في حدود الساعة الرابعة والربع بعد العصر احتل الآلاف شارع محمد الخامس في اتجاه السفارة الفلسطينية حيث الكل يساند القضية ولكن مع اختلاف الطرق والمضامين. ومن اهم الشعارات التي رفعتها الجبهة الشعبية وكان في المقدمة حمة الهمامي والحقوقية راضية النصراوي "شغل.. حرية.. لا للمديونية"، "هزو أيديكم على القضية.. يا عملاء الصهيونية"... جدار فصل مناوشات شهدتها المسيرة ترفض رفع صورة الخميني وحضور الشيعة الإيرانية رافعين شعار "الأهواز حرة.. حرة.. والإيراني على برّة"، في المقابل واصل الإيرانيون المشاركون التكبير والتهليل ليتحول المشهد الى مشادات كلامية ثم الى اشتباك بالأيدي تم خلاله تمزيق الصورة المرفوعة ليتدخل المشاركون بسرعة لفض التشابك.. الى حدود الساعة الخامسة مساء وما زالت الحشود تتوسط شارع محمد الخامس متقدمة ببطء شديد نحو السفارة الفلسطينية بنفس النمط والوتيرة من ترديد للشعارات وقرع للطبول والغناء الجماعي وترديدها للأغاني الثورية على غرار اغاني مرسال خليفة. أخذت الشعارات مجرى اخر من المسيرة حيث رفعت أصوات معادية للنهضة على غرار "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح" لتشهد انقسام المسيرة الى قسمين في مستوى مدينة الثقافة حيث بدا المشهد واضحا من حبل الأمان المتكون من عدد من الشباب لفصل المسيرة بين أنصار النهضة والآخرين. ففي مفترق شارع خير الدين باشا رفعت شعارات مضادة بين القسمين وكل منهما ينعت الآخر بالعمالة الصهيونية.. غير ان انصار النهضة ارتكزت شعاراتهم على نصرة فلسطين وتحريرها مثل "يا قدس بإذن الله قادمون ".. "الشعب مسلم ولا يستسلم".. "يا عملاء الصهيونية ارفعوا أيديكم على القضية".. ووسط هذا الأخذ والرد بذل رجال الأمن جهدا كبيرا للفصل بين القسمين احتسابا لأي مشاحنات أو اشتباكات ليكون التدخل مكثفا على مستوى شارع الحكيم أرنست كونساي بساحة باستور ليقع بالتالي تكوين جدار امني فاصل بين المجموعتين يقدر طوله بمائة وخمسين مترا.. هذا الجدل و"التراشق" بالشعارات اثار الكثير من الاستياء في نفوس العديد من المشاركين . في حدود الساعة الخامسة و45 دقيقة وصل الجميع الى سفارة فلسطين حيث كان المناضل الفلسطيني نبيل شعث يلقي كلمة شكر للشعب التونسي على تواصل دعمه للقضية الفلسطينية، في المقابل كانت المسيرة التي تتقدمها الجبهة الشعبية تواصل رفع الشعارات المنددة بأنصار النهضة "وكلاء الصهيونية ارفع يدك على القضية"...