توفي أمس المحامي والناشط الحقوقي الأستاذ فوزي بن مراد عن عمر يناهز الخمسين عاما بعد تعرّضه الى سكتة قلبيّة حيث فارق الحياة بالمستشفى المحلي بقرمبالية ومنها تمّ نقله الى المستشفى الجهوي بنابل لعرضه على التشريح الطبي ومن المنتظر أن يشيع اليوم الأحد جثمانه الى مثواه الأخير بمسقط رأسه بمدينة سليمان.. القدر أبى إلا أن يوافق تاريخ رحيل فوزي بن مراد يوم أمس 6 أفريل لتاريخ حادثة عشناها منذ شهرين وهي رحيل رفيق درب فوزي الشهيد شكري بلعيد كذلك يوم 6 فيفري الماضي. رحل فوزي بن مراد في صمت رغم أن الرجل أثار ضجة كبيرة طوال مسيرته المهنية و في مختلف القضايا الكبرى التي ناب ورافع فيها ولعل آخرها قضية اغتيال رفيقه الشهيد شكري بلعيد الذي جمعته به رحلة كفاح وصداقة تعود الى عديد السنوات والتي كان عضوا في هيئة الدّفاع فيها. كما تمّ تكليفه مؤخّرا رفقة مجموعة من المحامين برفع دعوى قضائية ضدّ وزارة المرأة، وكان الراحل فوزي بن مراد عضوا في الجمعيّة التونسيّة للمحامين الشبّان وتمّ تكليفه من طرف وزير الداخلية الأسبق فرحات الراجحي برفع دعوى قضائية لحلّ حزب التجمع الدستوري. صدمة وفاجعة مثل خبر وفاة المحامي فوزي بن مراد وهومتزوج من عدل تنفيذ وأب لطفلين صدمة لعائلته بالدرجة الأولى ولكل زملائه من المحامين وكذلك معارفه وكل متساكني مسقط رأسه بمدينة سليمان الذين لم يصدقوا أمس الخبر الذي سارع بالانتشار على صفحات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" فمنهم من هرول الى منزل الفقيد الكائن بمدينة سليمان للتأكد والاستفسار ومنهم من اتصل بعائلته وكذلك بالاطار الطبي بالمستشفى المحلي بقرمبالية الذي أكد خبر الوفاة التي كانت مفاجئة لزملائه الذين عرفوه عن قرب أصيلي مدينة سليمان وكذلك الذين تعاملوا ونابوا معه في عدد من القضايا وخاصة بولاية نابل لأنه ناب في عديد القضايا بالجهة ولأنه كان مقيما بمدينة سليمان وحاضرا في مختلف الأنشطة التي تقام بالمدينة. ..وتوقف القلب إلى الأبد معظم من اتصلنا بهم من أصدقاء ومعارف وزملاء الراحل منهم من انهار بالبكاء على غرار الأستاذة انتظار السنوسي وآخرين عجزوا عن التعبير من هول الصدمة في حين أغلق البقية هواتفهم الجوالة أما الأستاذ عصام الصلعاني قريب الراحل فوزي بن مراد فقد استسمحنا في مهاتفته لاحقا لأن العبارات تخونه في مثل هذا الموقف. وقد بدا الراحل فوزي بن مراد متعبا ومرهقا خلال الفترة الأخيرة ربما من شدة ضغط العمل خاصة أمام صراعه مع مرض القلب ورغم ابتسامته فان علامات التعب والارهاق كانت بادية عليه. وفي ذات السياق أكد المحامي محمد المداغي ل"الصباح" أنه كان دائما في اختلاف في وجهات النظر مع الراحل فوزي، فقد كانا يتناقشان في جل المواضيع والقضايا السياسية الجارية على الساحة ويختلفان حولها. وكشف أن فوزي كان يعاني من أمراض القلب والسكري وضغط الدم وقد تعرض الى جلطتين سابقتين وأجرى عملية على القلب المفتوح وكان في صراع مع المرض الذي تغلب عليه وهزمه ليسكت قلبه الى الأبد. أما الأستاذ محرز البوسالمي فذكر أن المشاكل التي حصلت لفوزي كانت بسبب مواقفه السياسية ونيابته في قضايا أثارت الرأي العام. وكان الراحل ذكر في آخر تصريحاته بأنه يملك معلومات جديدة ستكشف الحقيقة في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد ولكن يد المنية كانت أسرع وأكيد أن "النضال" لن ينتهي من أجل الوصول الى الحقيقة وستواصله أياد أخرى تناضل بدورها من أجل كشف الغموض في قضية شكري بلعيد وعديد القضايا الأخرى التي تستحق النضال.