عبرت الفنانة ناجحة جمال عن تفاؤلها بمستقبل تونس على جميع الأصعدة واعتبرت ما تمر به بلادنا من تجاذبات وصعوبات وأزمات لا تعدو أن تكون مجرد موجة عابرة قد تنتهي بانتهاء هذه المرحلة الوقتية. لأنها تعتبر أن بلادنا تزخر بالكفاءات التي لها من روح الوطنية والأخلاق والطموحات ما يجعلها تنجع في تحقيق أهداف الثورة التي تعمل بعض الجهات والأطراف على ضربها. ودعت بالمناسبة أهل الثقافة والفنون للعمل المضاعف من أجل أن تكون هذه الشريحة طرفا رئيسيا في مبادرات تصحيح المسار المطلوبة. ولم تخف موقفها الرافض لتواصل نفس سياسة العهد البائد في التعاطي مع الفن والتعامل مع الفنانين وأهل الثقافة. واستدلت على ذلك بما عرفه بعض أهل الثقافة والفكر والرأي الحر إلى المحاكمات ومقاضاتهم من أجل التعبير عن مواقف تجاه مسائل أو أفراد. إذ تقول في ذات السياق:" في كل مرة تطل علينا بعض الممارسات تجعلني أظن أننا نعيش في عهد حكم بن علي ولم تكن هناك ثورة في البلاد وليس هناك حرية ولا كرامة. ولعل آخر حادثة هو صدور الحكم بالسجن على مغني"راب". وتعتبر محدثتنا أن الديمقراطية لا تعني قمع الحريات. لذلك دعت الجميع إلى المطالبة بوضع حد لمثل هذه التصرفات التي قد تعصف بمطالب ثورية أجمع التونسيين في الداخل والخارج على أنها أساسية ومكاسب لا يمكن التراجع عنها. قريبا "مغرور" أما فيما يتعلق بمساهمتها كفنانة في الساحة الفنية والثقافية فأكدت ناجحة جمال أنها تستعد لإصدار ألبوم غنائي جديد يحمل عنوان "يا مغرور" ويتضمن ستة أغاني تعاملت فيها مع عدد من الشعراء والملحنين التونسيين على غرار كل من الصحبي وسمير شعير وميلاد ملكي وحسن شلبي وبشير بن حميدة. وبيّنت أن هذا الالبوم يعكس هواجسها الفنية والجتماعية في تونس ما بعد الثورة. واضافت في ذات السياق قائلة:" كنت مصرة على الاستفادة من هذه المرحلة وتقديم أعمال جديدة تعكس في مضمونها وطرحها مشغل المواطن التونسي أينما كان، لكن محدودية الإمكانيات المادية وعزوف شركات الانتاج عن دعم الأغنية والفنان التونسيين عطّل مشروع هذا العمل الذي انتجته بعد الثورة. ومن حسن الحظ أن تلقيت دعما من وزارة الثقافة سهل لي جزء من العملية لأني كنت حريصة على أن تكون الأغاني بمقاييس تقنية جيدة." في المقابل أكدت أنها خيرت أن تروج لأغنية "الرقراقي" قبل صدور الألبوم لأنها تعتبرها أغنية الحظ التي تراهن عليها وهي من التراث القابسي التي تولى توزيعها عدنان شقرون. "موّال" في شكل جديد من جهة أخرى أفادت ناجحة جمال أنها تستعد لدخول التظاهرات والمهرجانات بعرض"موّال" الذي أضافت له أغانيها الجديدة فضلا عن أغاني من التراث التونسي وأخرى لرموز الأغنية التونسية والعربية تتماشى مع اللون الطربي الذي تميل إليه وعرفت بتميزها في آدائه. وبيّنت في ذات الإطار أنها تواصل التجربة في هذا العرض مع الشاعرة صالحة الجلاصي في نمط الشعر "العروبي" بعد أن خاضت تجربة سابقة من نفس النوع من الشاعر سمير شعير. وأكدت أنها بصدد التباحث والتحضير مع الشاعرة المذكورة لاختيار المواضيع التي سيتم طرحها في العرض الذي يعتمد المزواجة بين الشعر والغناء والموسيقى بطريقة يستحسنها الجمهور التواق إلى اللون الطربي والإيقاع والكلمة التونسيين.