عبرت الفنانة ناجحة جمال عن استيائها مما أسمته بالوضعية المتردّية التي أصبح يتخبط فيها الفنان التونسي بعد أن تضاعفت أزمته في الفترة الأخيرة إلى درجة أن البعض أصبح يعتقد أنه من المستحيل إصلاح الوضع خاصة في ظل توجه اهتمام نسبة هامة من الرأي العام إلى متابعة كل ما هو سياسي واجتماعي باعتبارها المجالات التي اكتسحت فضاءات الترفيه والثقافة وغيرها فضلا عن مساحات الاهتمام والمتابعة في مختلف وسائل الإعلام وغيرها من مجالات الحوار والنقاش في المقابل دعت أهل القطاع إلى تكثيف العمل والنشاط من أجل مواجهة كل مظاهر التغييب والإقصاء وما لحق الفنانين من تقهقر وتردي لقيمة الفنان التونسي كمواطن بعد الإطاحة بنظام الحكم السابق وعدم الوعي بقيمة الفعل الثقافي والفني ودوره الكبير في تحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي المطلوب في المجتمع لا سيما أمام انتشار ظواهر العنف وسلوكات أخرى تهدد المجتمع والناشئة بدرجة أكثر أما فيما يتعلق بدورها في هذا المسعى الذي اعتبرته الخيار الوحيد لإصلاح القطاع وغيره من المنظومات والهياكل ذات العلاقة بالميدان على قواعد صحيحة فقد اختزلته ناجحة جمال في إصرارها على العمل لأنه من ناحية يعد المصدر الوحيد الذي تعيش منه كفنانة محترفة ومن ناحية أخرى تعتبر رسالة الفنانة هي إنسانية بحتة بقطع النظر عن اللون والمواضيع التي يطرحها في أعماله تأجيل غير مبرّر من جهة أخرى أفادت أنها انتهت منذ مدة من تسجيل ألبوم غنائي يضم ست أغان جديدة عنونته ب «زعمة الزمان يجود» وهو عنوان إحدى أغاني الألبوم التي كتب كلماتها الشاعر محمد المحمدي ولحنها بشير بن حميد اللذان تعاملت معهما في أعمال أخرى إضافة إلى كل من سمير والصحبي شعير وميلاد ملكي ولم تخف الفنانة التونسية التي عرفت بآداء الأغنية الطربية أنها وجدت نفسها مضطرة لتأجيل إصدار هذا العمل الجديد ودخول السوق. وعللت هذا الخيار بأنها وجدت الوقت غير مناسب لا سيما أن مطلبها إلى سلطة الإشراف المتعلق بالمشاركة في المهرجانات الصيفية لم يجد الصدى كغيرها من الفنانين ودعت الفنانة سلطة الإشراف والهياكل المنظمة للميدان إلى مراجعة القوانين المنظمة لعمل شركات الإنتاج. فقد حملت ناجحة جمال هذه الشركات مسؤولية تردي مستوى الأغنية والذائقة فكانت دهشتها كبيرة بعد أن رفضت شركات إنتاج معروفة التكفل بهذا الألبوم بتعلة أنه لا يتضمن أغاني «ربوخ» وأكدت هذه الفنانة أنها لم تستسلم للصعوبات التي والظروف الصعبة التي واجهتها بل بدت أكثر إصرارا على المضي قدما في مسار الانتصار للفن والموسيقى ليقينها بقدرة هذا القطاع والفاعلين فيه على تحصيل نصيب أوفر من اهتمام المواطن التونسي بمختلف الشرائح العمرية والاجتماعية بعيدا عن الاستقطابات والنوازع السياسية. لذلك اعتبرت وحدة الصف وتكثيف الأعمال هو العامل الوحيد لإعطاء الفنان القيمة التي يستحق بدءا بتطوير المنظومة القانونية والهيكلية ذات العلاقة بالميدان عرض رمضاني خاص من ناحية أخرى أكدت ناجحة جمال أنها لم تستسلم لمشيئة من قرروا حسب قولها تغييبها عن المهرجانات الصيفية وأعدت عرضا خاصا بمهرجان المدينة خلال شهر رمضان القادم. وحول هذا العرض قالت :» أعددت عرضا خاصا بالسهرات الرمضانية سميته «مدائح». حافظت في توضيبه على المحافظة على النمط الموسيقي والفني الذي يجمع بين الطربي والكلام الهادف واللحن المتميز استجابة لأذواق رواد السهرات والمهرجانات الرمضانية الذين يميلون إلى السماع والإيقاعات ذات الطقوس والإيحاءات الدينية والروحية والصوفية فكان العرض متكاملا يجمع بين الإنشاد الديني والإيقاع الطربي.» وأكدت أن هذا العرض الذي تنكب على الاعداد له من خلال إجراء التمارين اليومية يتضمن أيضا بعض أغانيها الخاصة التي تتماشى مع طقوس هذا الشهر الكريم في انتظار توفر الظروف الملائمة لاستئناف الأنشطة الفنية على نحو تتحقق فيه المصالحة المرجوة بين المتلقي والنوعية والمستوى المطلوب من الأغنية التونسية