"الصباح" تكشف آخر مستجدات ملف "الحارقين" المفقودين في إيطاليا في ظرف أيام قليلة تشهد الاحتجاجات الداخلية والخارجية حول ملف "الحارقين" التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ أكثر من عامين تطورات خطيرة ومؤسفة جدا بعد أن أقدمت يوم الخميس الفارط والدة أحد المفقودين على محاولة الانتحار أمام سفارة تونسبروما مما أدى إلى فقدانها الوعي والاحتفاظ بها تحت العناية المركزة بمستشفى روما في حالة صحية وصفت بالحرجة. وقالت ناشطة حقوقية تونسية تتابع ملف المفقودين منذ البداية في اتصال هاتفي من روما مع "الصباح" إن السيدة محرزية الروافي والدة المهاجر التونسي المفقود محمد الروافي وبعد أن عيل صبرها وأصيبت بحالة من اليأس والإحباط أقدمت يوم الخميس المنقضي على محاولة الانتحار بتناول جرعة كبيرة من الأدوية مما أدى إلى تدهور وضعها الصحي وفقدانها الوعي، مضيفة أن الإسعاف الطبي الاستعجالي قام بنقلها على جناح السرعة إلى مستشفى روما أين احتفظ بها في حالة حرجة تحت العناية الطبية المركزة. محاولة انتحار سابقة وذكرت أن عددا من النشطاء الحقوقيين التونسيين والإيطاليين ومدير الدارالتونسيةبروما فوزي مرابط تحولوا إلى المستشفى للإطمئنان على الحالة الصحية للمواطنة التونسية فيما لم يحرك-وفق تصريحها- مسؤولو وموظفو السفارة التونسيةبروما أي ساكن ولم يكبدوا أنفسهم عناء حتى الاطمئنان على صحتها رغم علمهم بالواقعة، مضيفة أن هذه المواطنة كانت حاولت قبل أيام أيضا الانتحار شنقا أمام المدخل الرئيسي للسفارة التونسيةبروما إلا أن بعض النشطاء ممن كانوا برفقتها منعوها. أم أخرى تحاول الانتحار يذكر أن مواطنة تونسية أخرى تدعى يمينة مباركي والدة "الحارق" المفقود كريم مباركي أقدمت في بداية الأسبوع الجاري على محاولة الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الأول لمحل سكناها الكائن بمنطقة شعبية جنوب العاصمة مما تسبب في إصابتها بجروح وكسور استوجبت الاحتفاظ بها تحت المراقبة الطبية بمركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس، احتجاجا على تجاهل وصمت السلط المعنية لملف المفقودين التونسيين بإيطاليا وانهيارها نفسيا خاصة وأن عدة تقارير إعلامية إيطالية مصورة بثت صورة ابنها أثناء وصوله إلى ميناء لمبدوزا رفقة عدد من"الحارقين". يذكر أن الاحتجاجات حول ملف المفقودين لم تتوقف سواء في تونس أو في إيطاليا، إذ دخل يوم 25 مارس الفارط 16 شخصا من عائلات المفقودين والمتعاطفين معهم(إيطاليون وتونسيون) في إضراب جوع لعدة أيام أمام السفارة التونسية بإيطاليا للفت أنظار المسؤولين التونسيين إلى المأساة المتواصلة لمئات الشبان التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ أكثر من عامين. وكان عشرات الآلاف من التونسيين شاركوا إثر سقوط نظام الرئيس المخلوع في عمليات"حرقان" إلى إيطاليا هربا من جحيم البطالة والفقر والتشرد الذي عانوا منه لسنوات في ظل عصابة المخلوع وأصهاره وبحثا عن مستقبل أفضل يؤمنون به حياتهم.. ولكن بعض هذه "الحرقات" وخاصة تلك التي انطلقت من سواحلها أيم غرة مارس و14 و29 مارس 2011 ظل مصيرها غامضا إلى اليوم في ظل الاختفاء الغامض لمئات المشاركين فيها رغم عدة قرائن مادية تؤكد وصولها إلى ميناء لمبدوزا، وهو ما يطرح أكثر من سؤال.