دخل منذ صباح أمس 16 شخصا من عائلات المفقودين والمتعاطفين معهم في إضراب جوع يتواصل ثلاثة أيام أمام السفارة التونسية بإيطاليا مقرها بروما للفت أنظار المسؤولين التونسيين إلى المأساة المتواصلة لمئات الشبان التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ أكثر من عامين. وقالت ناشطة حقوقية في اتصال من روما مع"الصباح" إن ستة من أقارب المفقودين وعشرة إيطاليين دخلوا في إضراب لمدة ثلاثة أيام تنديدا بصمت السلطات التونسية وعدم تعاملها بجدية مع ملف المفقودين التونسين في إيطاليا، مضيفة أن ما لا يقل عن 800 شاب تونسي مختفون داخل التراب الإيطالي ومصيرهم ظل مجهولا بعد مشاركتهم في عمليات إبحار خلسة إثر سقوط النظام البائد، فيما تتحدث مصادر أخرى أن المفقودين التونسيين في إيطاليا ممن شاركوا في عمليات حرقان لا يتجاوز 300 شخص. محدثتنا قالت إن مئات العائلات التونسية من مختلف مناطق الجمهورية.. من القصرين .. من رأس الجبل.. من جرزونة.. من حمام الأنف.. من الهوارية.. من جبنيانة.. من الوردية ومن عدة مدن وولايات أخرى تقطعت السبل أمامها منذ أكثر من عامين وعجزت عن الاتصال بأبنائها الذين"حرقوا" إلى إيطاليا خلال ربيع 2011 فيما عجزت حكومتا السبسي والجبالي عن وضع حدا لهذه المأساة وتطالب بالمناسبة حكومة علي العريض بتحمل المسؤولية والعمل بجدية للعثور على شباننا المفقودين . يذكر أن آلاف التونسيين استقلوا مراكب الموت ل"الحرقان" إلى إيطاليا هربا من جحيم البطالة والفقر والتشرد الذي عانوا منه لسنوات في ظل حكم المخلوع وعصابته وبحثا عن مستقبل أفضل يؤمنون به حياتهم.. ولكن بعض هذه الرحلات لم يعرف مصيرها بعد في ظل الاختفاء الغامض لمئات المشاركين فيها وعدم اتصالهم بعائلاتهم ليظل مئات الآباء ينتظرون مجرد معلومة ومئات الإخوة يلهثون وراء خبر يقين بوجود إخوتهم على قيد الحياة.. ومئات الأمهات يكتوين بنار الفراق. ومن بين هذه الرحلات التي ظل المشاركون فيها مفقودين نذكر"حرقات" انطلقت أيام غرة مارس و14 مارس و29 مارس 2011.