الكل يعلم أن العقوبات المسلطة على فريق ما والمدرجة ضمن القوانين الرياضية.. عديدة ومختلفة مادية او معنوية.. وأخرى معلنة او خفية.. ومنها حرمانه من اجراء مبارياته العادية او المصيرية.. بحضور جماهيره الوفية حتى يتعظ ويستخلص العبرة في مسيرته المستقبلية.. ويتحلى اعضاؤه بمزيد من الروح الرياضية.. ولكن في ملاعبنا التونسية طلب هذه العقوبة مجرد ظاهرة شكلية ولم تكن بالنجاعة والفاعلية.. لتردع حتى الاقلية.. بما ان المدارج لم تغب عنها الذوات البشرية.. التي لم تكف من التفوه بالفاظ نابية لا اخلاقية... واتيان سلوكات فوضوية... وشن اعمال اجرامية.. ووصل بها الامر حد منع التغطية المباشرة التلفزية.. وحتى اذا ما سعى المنظمون الى مواجهة هذه المعضلة الميدانية.. وقفوا تجاهها وقفة جازمة وجدية.. فان الجماهير العنيدة والعصية.. تسارع الى اتخاذ الهضبات والأسوار والسطوح المنزلية.. وشرفات العمارات المجاورة والقصية.. مطلات ومنصات شرفية.. لتتابع المباريات الممنوعة عنها رغم انف السلط الرياضية.. زد على ذلك ان المقابلة المعنية.. التي من المفترض ان تدور بمعزل عن العيون الجماهيرية يحدث ان يوقفها الحكم في اية لحظة زمنية.. بسبب اقتحام الجمهور الميدان بكل همجية.. ولا غرابة في ذلك طالما ان حقوقنا في هذا المجال محفوظة وحصرية.. بمواصفات محلية تحت علامة «مايد اين تونيزيا» لا ينافسنا فيها احد على الساحة الدولية..